للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فِي الآيَةِ.

لَوْ قَالَ قَائِلٌ: بعض النَّاس لا يَرتاح إذا نامَ بعد الفجرِ؟

الجواب: الظاهر أَنَّهُ أمرٌ نِسبيٌّ، وبعض النَّاس يرتاح له كثيرًا، وأنا إذا لم أَنَمْ قبل أنْ آتيَ ما استطعتُ أنْ أعملَ، ولكنت أنام دائمًا، مثلَما جَرَّبناه فيما سبقَ، والنوم يتعب أكْثَر ما يتعب إذا كَانَ الْإِنْسَان مُمتلِئَ البَطْنِ، فإذا نامَ ممتلئَ البطنِ فيمكِن أنْ يَتْعَبَ، لكِن الكَلام عَلَى العمومِ من حيثُ هو.

لَوْ قَالَ قَائِلٌ: هل النوم فِي بعض الأوقاتِ مكروهٌ؟

شرعًا لا أدري إِلَّا أنْ نقولَ: يُكرَه النوم قبلَ صلاةِ العشاء؛ لسَبَبٍ شرعيٍّ، لا سَبَب جِسميّ، وأمَّا نوم العصرِ فهم يَقُولُونَ قول الشاعرِ (١):

أَلا إِنَّ نَوْمَاتِ الضُّحَى تُورِثُ الْفَتَى ... خَبَالًا وَنَوْمَاتُ الْعُصَيْرِ جُنُونُ

وهذا لَيْسَ بصحيحٍ، كثيرٌ مِنَ النَّاسِ ينامون بعد العصرِ باستمرارٍ، ولم يصابوا بجنونٍ، ولا قِيلَ: إنهم مجانين، وإذا أشغلَ عن ذِكْرٍ يمكن أن يَقضيَه الْإِنْسَان، لِأَنَّ الْإِنْسَانَ أحيانًا لا يستطيع أن ينامَ فِي نصف النهارِ، وأيضًا لا يستطيع أنْ يبقَى إِلَى الليلِ، فلا بدَّ أنْ ينامَ بعدَ العصرٍ.

لَوْ قَالَ قَائِلٌ: حديث: "قِيلُوا فَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَا تَقِيلُ" (٢) هل هو صحيحٌ؟

ما أَظُنُّه حَديثًا، والظاهرُ أَنَّهُ حديث عامَّةٍ، والعوامُّ أَيْضًا يقولونَ: (أَقِلْ فإنَّ الشياطينَ لا تَقِل) فيحذفون الياء.


(١) ربيع الأبرار ونصوص الأخيار للزمخشري (٥/ ٢٩١).
(٢) أخرجه أبو نعيم في الطب النبوي (١/ ٢٦١، رقم ١٥١).

<<  <   >  >>