الثالث: العَزْم عَلَى عدمِ العودةِ، لو قَالَ قائل: العَزْم عَلَى عدمِ العودةِ ألا يَدْخُلَ فِي الإقلال عن الذنبِ؟
الجواب: لا؛ لِأَنَّ الْإِنْسَانَ قد يُقْلِع ويقول: أنا اليوم لن أفعلَ، لكِن غدًا أفعله.
الرابع: الإخلاصُ للَّه؛ لِأَنَّ الْإِنْسَان قد يتوب رِياءً.
لَوْ قَالَ قَائِلٌ: العزم عَلَى عدم العودة ألا يدخُل أَيْضًا فِي الإخلاصِ؟
نقول: الكَلام عَلَى أنْ تكونَ التوبةُ للَّهِ هَذَا معنى الإخلاصِ، وإلَّا فَإِنَّهُ إذا أخلصَ سَيُقْلِع وسيَنْدَم، وهكذا فِي كل الشروطِ ما عدا أن تكونَ فِي الوقتِ، لكِن المراد أن يَكُون الحامِل لها الإخلاص، يَعْنِي أَنَّهُ ما تاب رِياءً ولا سُمعةً ولا خوفًا من سلطانٍ.
لَوْ قَالَ قَائِلٌ: قد يَكُون العَزْم عَلَى ألَّا يعودَ إخلاصًا؟
نقول: لا يَلْزَمُ، يُمْكِن أن يَعْزِمَ عَلَى ألَّا يعودَ نَظَرًا لأنَّ السُّلطة قويَّة ولا يستطيع، فلا بدَّ من الإخلاصِ، فكل عملٍ صالح لا بدَّ فِيهِ مِنَ الإخلاصِ.
الخامس: أن تكونَ التوبةُ فِي وقتِ قَبُولهِا، أمَّا كونها فِي مَحَلِّها فهي بالنسبةِ لكلِّ وَاحِدٍ أنْ يتوبَ قبلَ أنْ يُعَايِنَ المَوْتَ؛ لِقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى:{وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ}[النساء: ١٨]، وبالنسبةِ لِعُمُوم النَّاسِ أنْ تكونَ قبلَ طلوعِ الشَّمْسِ مِن مَغْرِبِها، فإن بعد طلوعِ الشَّمْسِ من مغربِها لا تُقْبَل لو تابَ الْإِنْسَان.