للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الجواب: لا بأسَ، فإذَا قَصَدْتَ الإصلاحَ فهذا طيِّب، لكِن نَخْشَى أنْ يَتَغَلَّبُوا عليكَ، لكِن لا تُحَوِّلهم قَفْزَةً، لكِن تستطيع رُوَيْدًا رُويدًا، الآن مثلًا عندما تحاولُ أنْ تمنعَ الماءَ الكثيرَ المنحدِرَ مرَّةً وَاحِدةً لا تستطيعُ، ضعْ أمامَهُ مَثَلًا نقطةَ طينٍ لا تَرُدّه، لكِن ضَعْها فِي الجوانبِ رُويدًا رويدًا يُمْكِن أنْ تَقْضِيَ عليه.

لَوْ قَالَ قَائِلٌ: هل هَذِهِ النوادي الَّتِي يَذْهَب إليها الشبابُ محرَّمة؟

النوادي ليستْ محرَّمةً، مَن يقولُ: إن النواديَ محرَّمة! بعضُ الأفعالِ فِيهَا قد تكونُ غيرَ مَرْضِيَّة، لَكِنَّنا لا نقولُ: إن هَذَا مُحَرَّم؛ لِأَنَّ تَرْكَهم وتركَ الاختلاطِ بهم مُشْكِلة أَيْضًا، معناه أَنَّهُمْ يُتْرَكُونَ والشياطين.

عَلَى كلِّ حالٍ لَيْسَ هناك شكّ أنَّ المرادَ منها -وهو أصل المؤسِّسِينَ لها-: صَدُّ النَّاسِ عن دينِ اللَّهِ، وهذا هو الواقِعُ؛ لَكِنْ معَ ذلكَ لا نقولُ: إنَّها مَعْدُومةُ الخيرِ مئةً بالمئةِ، فنحاولُ أنْ نَنْصَحَهُمْ، وليس إصلاحها إزالتها، نحن لا نُؤَيِّدهم عَلَى أَعمالهِم ولا عَلَى نواديهم فِي الحقيقةِ، ونرَى أَنَّهُ مِنَ المصلحةِ أنْ يُصْرَفَ الشبابُ إِلَى شَيْءٍ آخرَ؛ إِلَى تَعَلُّمِ الرِّمايةِ وإلى تعلُّمِ السِّباحة وإلى السباق وإلى الأشياءِ المفيدةِ، حَتَّى لو نجعلهم يَقْطَعون حصا، المهمُّ يفيدون النَّاسَ.

أمَّا أنا فلا أقولُ: إنِّي أُؤَيِّدُ النواديَ، بل أقولُ: إن ضَرَرَها أكْثر مِن نَفْعِها، وإن كَانَ مع ذلكَ لا نقولُ: إن ضررها مئة بالمئة، نقول: ضَرَرُها أكْثَرُ من نفعِها، لكِن ألَا ترى هَؤُلَاءِ الشبابَ الكثيرَ لو بَقِيَ مُسَرَّحًا فِي الأسواقِ ألا يحصُل من ذلك مَفْسَدَةٌ؟ واللَّهِ أنا عِندي أنها كافَّة عن أشياءَ كثيرةٍ، وأن الشباب لو بَقُوا مسرَّحينَ فِي الأسواقِ لكانَ أفسدَ وأفسدَ، واتفقنا عَلَى هَذَا؛ عَلَى أنها تحتاج إِلَى توجيهٍ، وأن وجودَ النوادي ضررٌ، لكِن لا نقولُ: إنها ضررٌ مَحضٌ؛ لِأَنَّهَا كافَّة عن أشياءَ كثيرةٍ،

<<  <   >  >>