فما رَجَحَ اعتُبر، وَأَمَّا أولئك فلإقامةِ الحجَّة عليهم فقط، واللَّه جَلَّ وَعَلَا لو ناقشك في حسابِه هلَكتَ؛ لِأنَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لو ناقشك على نعمةٍ وَاحِدةٍ من نِعَمِه لكانتْ جميعُ أعمالِكَ الصالحة لا تُقابِلها.
قَالَ المُفَسِّر رَحِمَهُ اللَّهُ: [{يَالَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ} مُحَمَّد {سَبِيلًا} طَريقًا إلى الهدى]، يقول المُفَسِّر رَحِمَهُ اللَّهُ: إن الجملة حالٌ من {الظَّالِمُ} يعني أنَّهُ يَعَض، وهذا دليل على الندم بالفعل.
قوله:{يَالَيْتَنِي} من علامات الاسْمِ النداء، فـ (يا) لا تدخل إلَّا على اسْمٍ، وإذا دخلتْ على حرفٍ كما في هَذِهِ الآية أو على فعلٍ فإنها تفيد التنبيهَ فقطْ، هَذَا أحد القولينِ في إعرابها.
القول الثَّاني: أنها للنداء، وأن المنادى محذوف، والتقدير في مثل هَذِهِ الآية: يقول: يا رب ليتني أو يا قوم ليتني، ولكن نقول: إن الأَصْل عدم التقدير، وإذا كان الأَصْل عدم التقدير فالأَولى أن لا نقدِّر شيئًا هنا وأن نجعل (يا) لمجرَّد التنبيه، وإنما كانت لمجرد التنبيه لِأَنَّ أصل النداء للتنبيه، عندما تقول: يا فلان تنبِّهه لِيَنْتَبِهَ لك ويُقبِل إليك بوجهه، فهي للتنبيه، ولا حاجة إلى أن نقدِّر المنادى.
وقوله:{يَالَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ}: (ليتَ) للتمنِّي، والتمني هو: طلب ما لا يمكِن حصوله أو ما يَعْثُر حصولُه، فالشَيْء الَّذِي يَتَعَذَّر أو يَتَعَثَّر حصوله يُسمَّى طلبه تمنيًا.