للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

استنار بِهِ، واستضاء بضوئه، مثل القبس من النَّار لقابسه. وَمن القبس والقابس أَيْضا، قَول الْكُمَيْت بن زيد الْأَسدي:

(لما أجابت صفيرا كَانَ آيتها ... من قابس شيط الوجعاء بالنَّار)

وَأما قَوْله: " آلَاء الله تصل بأَهْله أَسبَابه ": فَإِن الآلاء هِيَ النعماء. وَمِنْه قَول الله - تَعَالَى ذكره -: {فَبِأَي آلَاء رَبكُمَا تُكَذِّبَانِ} . بِمَعْنى: فَبِأَي نعماء رَبكُمَا تُكَذِّبَانِ.

وَأما قَوْله: " من فوز ثوابك الْمَعْلُول ": فَإِنَّهُ يَعْنِي بالمعلول: المضاعف.

وَأَصله: من الْعِلَل فِي الشّرْب: وَهُوَ الشّرْب الثَّانِي. يُقَال مِنْهُ: شرب فلَان علا بعد نهل. فالنهل: الشّرْب الأول، والعلل: الشّرْب الثَّانِي. ثمَّ يسْتَعْمل الْعِلَل فِي كل شَيْء تكَرر مرّة بعد مرّة، فَيُقَال للثوب إِذا صبغ صبغا بعد صبغ، وأعيد عَلَيْهِ الصَّبْغ مرّة بعد مرّة: عل بالصبغ. وَمِنْه قَول أبي دَاوُد الْإِيَادِي فِي صفة لون فرس:

(خيفانة تهدي الخبار كَأَنَّهَا ... غب الوجيف تعل بالإجساد)

يَعْنِي بقوله: تعل بالأجساد: يُعَاد عَلَيْهِ الصَّبْغ بالإجساد. وَهِي جمع جساد. والجساد: الزَّعْفَرَان، وَدم الْأَخَوَيْنِ!

وَأما قَوْله: " وجزل عطائك المحلول ": فَإِنَّهُ يَعْنِي بالمحلول: المبذول. وَهُوَ مفعول من قَوْلهم: حللت العقد.

وَأما قَوْله: " عل على بِنَاء البنائين بناءه ": فَإِنَّهُ يَعْنِي بقوله؛ عل: ارْفَعْ.

<<  <   >  >>