للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فصِلْهُ لا وَصَلَتك الحادثاتُ ولا ... زَالَتْ سُعُودُك حتَّى تُنفِدَ الحِقَبَا

بَرٌّ وبَحْرٌ وكُثْبَانٌ مُدَبَّحةٌ ... تَرَى النُّفُوسُ الأَمَانِي بَيْنَهَا كَثَبَا

ومَنْزِلٌ لا تَزَالُ الدَّهْرَ عَقْوَتُه ... جَدِيدةَ الرَّوْض جَدَّ الغَيْثُ أَو لَعِبَا

حَصْباؤُهُ لُؤُلؤٌ نَثْرٌ وتُرْبَتُه ... مِسْكٌ ذَكِىُّ فلو لم تَحْمِهِ انْتُهِبَا

وكُلُّ ناحِيَةٍ منه زَبَرْجَدةٌ ... أَجْرَى اللُّجَيْنُ عليها جَدْوَلاً سَرِبَا

وله أيضاً:

باليُمْنِ ما رَفَعَ الأَمِيرُ وشَيَّدَا ... وبجدَّةِ النَّعْماءِ ما قد جَدَّدَا

قَصرٌ أَنافَ على القُصُور يَحُلَّه ... مَلِكُ أَنافَ على المُلُوك مُؤَيَّدَا

قُلْنَا وقد أَعلاه جَدُّ صاعِد ... في الجَوِّ حتى ما يُصَادِفُ مَصْعَدَا

أَبَنِيَّةٌ ببِنَائِهَا فُضِحَ البُنَى ... أَمْ فَرْقَدٌ بسَنَاهُ شَانَ الفَرْقَدَا

غُرَفٌ تأَلَّقُ في الظَّلام فلوْ سَرَى ... بضِيائِهَا سارِى الدُّجُنَّةِ لاهْتَدَى

عُنِىَ الرَّبيعُ بها فنَشَّرَ حَوْلَهَا ... حُلَلاً تُدَبِّجُ وَشْيَهَا أَيدِي النَّدَى

وكَأَنَّمَا تُزْجِى السَّحَائِبُ فَوْقَهَا ... جَيْشاً يَهُزُّ البَرقُ فيه مِطْرَدَا

وكَاّنّما نَشَرَ الهَواءُ بجَوِّهَا ... من كلِّ ناحيةٍ رِدَاءً مُجْسَدَا

وللحسن بن محمّد بن الحسن:

دارُ أَمْنٍ مَيْمُونةُ الإِنشاءِ ... وعُلُوٌّ مُشَيَّدٌ بعَلاّءِ

بَرَزَتْ بَهْجَةُ التَّأَلُّقِ منها ... بين مَقْصُورَةٍ وبين خِبَاء

عَلِمَ النّاسُ أَنّهَا الفردُ في الحُسْ ... ن فدَانُوا لها بفَرْدِ البِنَاءِ

ورَأَوْا كَوْنَهَا بغَيْرِ نَدِيدٍ ... فدَعَوها نِهَايَةَ الأَشْيَاءِ

مِثْل عَدْنِ الجِنَانِ يُدْرِكُ فيها ال ... مَرْءُ ما شَاءَهُ من الأَهْواءِ

وكَاَنّ الضِّياءَ وَقْفٌ عَلَيْهَا ... فهْي تَكْسُو الآفَاقَ فَضْلَ ضِيَاءِ

مَنْزِلٌ أُسُّهُ الحَضِيضُ وأَعلا ... هُ يُسَاوِى كَوَاكِبَ الجَوزْاءِ

وفيها:

أُطُمٌ لا تكَاد تَبْلُغ بعضَ ال ... سَّمْكِ منها لَوَاحِظُ البُصَرَاءِ

فلَوَ أنّ الأَهْرَامَ أَهْرَامَ فِرِعو ... نَ رَأَتْها أَغْضَتْ على الأَقْذاءِ

ولَوَ أنّ الإِيوان إِيوَانَ كِسْرَى ... رامَ منها لَسَاخَ في الغَبْرَاءِ

في فَضَاءٍ لوْ طَاوَلَت منه دَهن ... اءُ تَمِيمٍ لم تُدْعَ أَرْضَ فَضَاءِ

في اسْتوَاءٍ يُضْحِى عِيَالاً عَلَيه ... مِن صُحُونِ الأَيّام كلُّ اسْتِوَاءِ

وفيها:

وكأَنّ الرِّوَاقَ حُكِّمَ في الحُسْ ... نِ فلَمْ يَعْدُ كَثْرَةَ الإِحْتِوَاءِ

فاخِرٌ والمُحَنَّبَات بتيجا ... نِ سُقوفٍ مَلْزُوزَةِ الأَصْلاءِ

ناظِرَات بأَعْيُنٍ بين كَحْلاَ ... ءَ ولمْ تَكْتحِلْ إِلى شَهلاءِ

ساكنَات إِذا العيُونُ تَحرَّكْ ... نَ لشيْءٍ باللَّحْظِ والإِيماءِ

لم يُغَمِّضن مُذْ فتحْنَ يَدَ الدَّهْ ... رِ لغَضٍّ يوماً ولا إِغْفَاءِ

مُحْدقات بها حَدائِق نورٍ ... ما غَذَتْهَا بَوَاكِرٌ الأَنْدَاءِ

وفيها:

دارُ مَجْدٍ حَوَتْ أَفانينَ كانتْ ... أَعْيُنُ الخَلْقِ دُونَهَا في غِطَاءِ

نُزْهةٌ للعُيون مُذهِبَةٌ للْ ... هَمِّ كَشّافةٌ جَوَى البُرَحَاءِ

لوْ سَعَتْ ساحةٌ بمِدْحَةِ بانٍ ... لم تَكُنْ عَنْه سُوحُها ببِطَاءِ

كَعْبَةٌ حَجَّها العُفَاةُ فآبُوا ... بعْدَ إِمْلاقِهم من الأَغنياءِ

ولعبد الله بن المعتزّ يصف الثريّا:

<<  <   >  >>