للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تُرى من الطريق العام هي قرية المراح، وأهلها كلهم نصارى، وهي قبل البيضاء بقليل، وليست هي البيضاء لأنها لا ترُى من الطريق العام (١) . ونحمل مسئولية ذلك الأخ أبا دجانة وأمثاله من الإخوان.

واستمر بنا السير إلى طرطوس المدينة الساحلية، إلى أن وصلناها بعد العصر، وتبعد عن بانياس حوالي خمسين كيلو، وقد مررنا بطريق المدينة المتاخم للبحر، وهي مدينة ذات أبنية حديثة، وأهلُها يغلب عليهم في لباسهم الزيّ الأفرنجي، وهذا الزيُّ متفشّ في كثير من السوريين في تلك البلاد.

ثم تابعنا سيرنا بدون توقّف متّجهين إلى حمص، وقد خفّ تعرّج الطريق من طرطوس إلى حمص، وفي هذا الطريق نسيرُ في جمال الطبيعة من النباتات والأشجار المخضرّة، وقد مررنا بمنطقة يسمّونها (العريضة) وهي منطقة مشتركة بين سوريا ولبنان، وهناك مفرق الطُرُق: طريق إلى لبنان على اليمين وطريق إلى حمص على اليسار.

وفي هذه المنطقة سوق للُبنانيين يبيعون فيه أجود البضائع في أمكنة متواضعة أغلبها مبني من الزنك، ومما يلفت النظر أن اسم تلك المنطقة (العريضة) ، ولكن نفس سوقها هذه طويلة، ولم يكن بعريض، وبعد غروب الشمس من هذا اليوم وصلنا إلى (حمص) ، وقد توقفنا فيها قليلاً لبعض الحاجات الضرورية وبين طرطوس وحمص مائة وعشرون كيلو.

ثم تابعنا السير حتى إذا وصلنا إلى مدينة يسمونها (النبك) وقفنا عند مطعم يسمونه مطعم الفُرسان، وكان هذا المطعم عند مدخل المدينة، وكان الجو


(١) لا، بل القرية التي من الطريق.

<<  <  ج: ص:  >  >>