للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

باردًا للغاية، واستمرت حافلتنا التي عليها آثار القِدم تُهَمْلِجُ بنا قاصدة عاصمة الخليفة الخامس الأموي عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه.

وقد وصلنا إليها في الساعة العاشرة بالتوقيت الزوالي لدمشق ليلة الثلاثاء، وقد وجدنا فندقنا السابق قد هيأ لنا الأماكن اللازمة.

وفي يوم الثلاثاء الموافق ١٥/٤/١٣٩٩هـ‍ عدنا إلى المجمع اللغوي والمكتبة الظاهرية الواقعين قرب الجامع الأموي في حيّ يسمى باب البريد شرقي دمشق، والطريق الموصل إلى المكتبة والمجمع هو سوق الحميدية وهو سوق مكتظ بالمارّة، وعلى جانبيه المحلات التجارية للألبسة وأدوات الزينة، والمسافة بين فندقنا والمكتبة تقارب ربع ساعة بالمشي على الأرجل.

وفي يوم الأربعاء الموافق ١٦/٤/١٣٩٩هـ‍ امتطينا حافلة متوسطة إلى الزبداني، ومشت بنا عن طريق جبل قاسيون شمال دمشق، وقد مرّت بنا على الطرف الغربي من غوطة دمشق، وكانت الغوطة ذابلة من آثار الجدب الذي منيت به دمشق في هذه السنة، واستمرت تتمايل بنا في طريق متعرّج، وكان غرضنا في هذه المسيرة الاطلاع على عين الفِيجة التي يشرب بها سكان دمشق لما امتاز به ماء تلك العين من العذوبة والبرودة، ولكن للإصلاح الذي صادفناه في الطريق إلى تلك العين لم يمكن الوصول، فلذا مالت بنا حافلتنا إلى طريق الزبداني.

وفي هذا الطريق مررنا بقرى منتشرة على جنبات الشارع منها قرية (مضايا) وقرية (بقين) الواقعة عند النبع، وبهذا النبع سميت هذه القرية، وكانت القوارير تُعَبَّى من هذا النبع لعذوبة مائه ولأنَّه صحي على ما يزعمون.

وقد تناولنا الغداء بعد صلاة الظهر في مطعم في هذه القرية يشرف على النبع وبعد صلاة العصر توجهنا إلى الزبداني عائدين إلى دمشق وبين دمشق

<<  <  ج: ص:  >  >>