وقد مررنا بعد مجاوزتنا الزبداني بنبع نهر بردى، وكان هذا النهر التاريخي يسايرنا جنبا إلى جنب من حين خروجنا من دمشق إلى الزبداني، وكانت المسافة بين منبع بردى وبين الزبداني بضع كيلو مترات.
وقد دخلنا إلى مدينة دمشق راجعين من الزبداني عن طريق (المزة) بلدة الحافظ المزي، وتسمى الآن بالمدينة الجديدة.
وفي يوم الخميس الموافق ١٧/٤/١٣٩٩هـ صباحاً زرنا جامعة سوريا في حيّ البرامكة غربي دمشق، ولما وصلنا إلى الجامعة استقبلنا عميد كلية الشريعة عبد الرحمن الصابوني، وقد حضر معنا الاجتماع به الدكتور عجاج الخطيب المدرس في الكلية، والدكتور سعيد رمضان البوطي، والدكتور فوزي فيض الله، والدكتور وهبي الرحيلي، ومصطفى البُغا، فألقى العميد كلمة ترحيبيّة بنا، ثم رافقونا للتجوال ببعض فصول الكلية، فمرّوا بنا على الفصل الأول، فإذا فيه شباب لابسون اللباس الافرنجي وشابات متسترات إلاّ وجوههن وأكفهن، وكان صفّ الشابات بجنب صف الشباب، ولما شاهدنا من هذا الاختلاط بين الرجال والنساء في هذه الكلية التي يسمونها كلية الشريعة استأذنا للانصراف عند الفصل الثاني، فانصرفنا عن التجوال في الفصول الباقية، ولكن في أثناء الخروج من الكلية مررنا بشابات لابسات لبسة أفرنجية مع شباب مثلهن لا تميز بينهن وبينهم في لبسهم الإفرنجية.
وفي طريقنا راجعين زرنا قبر شيخ الإسلام ابن تيمية، وقبر تلميذه ابن كثير، وكانت هذه القبور في ساحة كلية الطب في شرقها، خلف دار التوليد، ويحيط بهذه القبور شباك قصير من حديد، ومما يلفت النظر أن الساحة التي فيها هذه القبور الغريبة في هذه البلدة كانت مهددة بزوالها لتوسعة الشارع، وينبغي