للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذلك أن الإمام أحمد والإمام مالك قبله والإمام الشافعي لا يعرفونه، فهذا على حسب الوقت، فالوقت يختلف فوقت الإمام مالك مثلاً لا يحتاج إلى البسط لأن الله عز وجل منحهم من الذّهن ما لم يمنح مَن بعدَهم، ففي الحديث: "خير القرون قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم"، هكذا ترتيب الناس، وهكذا ترتيبهم في الفقه والحفظ، فأيّام المتقدمين الذين قال عنهم ابن مالك في "ألفيته":

ما أصح علم من تقدما

علم من تقدم هو الصحيح، فإذا كان عندنا علمُ من تقدم نستغني عن علم من تأخر، وإذا لم يكن عندنا نأخذ من باب الإفادة.

وهذا التقسيم الثنائي أو الثلاثي منه قسم يلقبونه بالضعيف، والضعيف أنواعٌ كثيرة وشرُّه وأخبثُه: الموضوع.

الموضوع معناه: الكذب، إذا كان الحديث يحمل لقب ضعيف فيه تدليس أو سيء الحفظ، كيف نتعامل معه؟، أبحث عن شاهد أو متابع، الشاهد معناه إذا كان الحديث عن ابن عمر "صحابي" أبحث عن صحابي آخر رواه لكي تتقوّى رواية ابن عمر، فمثلاً وجدنا رواية عن ابن مسعود عندئذ يتقوّى الحديث ما دام السندان مختلفين، وليس في أحدهما كذّاب، فالشاهد إذًا رواية الصحابي دعمت رواية صحابي آخر.

أما المتابِع ينقسم قسمين:

إذا كان الحديث رواه راوي تابعي عن صحابي والتابعي هذا فيه ضعف ليس كذاب ماذا نعمل؟، نبحث ربما نجد تابعيًّا آخر رواه عن ابن عمر كما رواه هو، هذا ما يسمى بالمتابَعة التامة.

أما المتابَعة القاصرة: تكون بين تابع التابعي، فالتامة بين التابعين، والقاصرة:

<<  <  ج: ص:  >  >>