٤٦٦- وقال الوالد: أول ما عرفت كتب الحديث في السودان لما دخلتها.
٤٦٧- قال الوالد: لما كنت شاباً كنت حافظاً وكل ما قرأته كنت أحفظه.
٤٦٨- وقال الوالد: إن قراءة كتب الحديث كالبخاري ومسلم ونحوهما. كانت ممنوعة من قبل مشايخنا حتى يبلغ الواحد سن الأربعين أو قبلها بقليل يعني الوالد بقوله هذا التفقه من خلال هذه الكتب والله أعلم.
٤٦٩- وقال الوالد: إن من أسباب خروجي من أفريقيا عدم تدريس علم الحديث ومنعه.
٤٧٠- وقال الوالد: أرادوا تعييني مدرساً في مدارس فرنسا التي في البلاد أدرس العرب المسلمين فلما عُرِضَ علي هذا الأمر أخذت أفكر فيه إلى منتصف الليل ثم قمت إلى بعض أصحابي في آخر الليل، فأيقظتهم من النوم، وقلت
لهم: أنا عازم على الهروب. قالوا: إلى أين تهرب؟ قلت: إلى آسيا إلى الحرمين. فقالوا: ونحن معك، وكان الوقت وقت الخريف وذلك وقت كثرة الإبل فاخترنا أحسن الإبل وركبناها ونحن ثلاثة فقط. أنا الثالث. وكم منا فم كل جمل حتى لا يخرج صوتاً. وخرجنا في ليلة مظلمة في غابات من الشجر وسرنا سيراً شديداً حتى قطعنا مسافة يومين حيث لو أراد أحد من أهل الحي أن يلحق بنا، ما استطاع. حتى وصلنا مكاناً يعرف بقاوا قريب من النيجر ثم سرنا إلى كني وهذه تابعة للنيجر، وكني هذه من يصل إليها سيغامر؛ لأن ذلك في أيام الحرب العالمية وكان المستعمر له إقامة في هذا المكان وهو كني فلما اقتربنا منها صلينا المغرب والعشاء جمعاً وقصراً. ثم أقبلنا على الجيش الفرنسي وكان في الغرب وبريطانيا في الشرق فلما أقبلنا على الفرنسيين أقبل علينا رجل منهم يركب فرساً أسود ذنبه يصل الأرض فأشار إلينا إشارة إلى أين؟ فأشرنا إليه من تلك القرية وهذه القرية