شخصية الشيخ العلمية من حيث التعمّق والتبحُّر فيما درسه من علوم جعلت منه عالمًا متبحرًا، ولا سيما في علم الحديث وأصوله الذي أولاه جلّ اهتمامِه وعنايته وأصبح شغله الشاغل دراسة وقراءة وتأليفًا وتدريسًا.
وجمع في الحديث وعلومه مكتبة شاملةً لكل ما يتّصلُ بهذا العلم من مطبوعات ومخطوطات نادرة؛ وتعدّ مكتبتُه بحقٍّ من أنفس وأوسع المكتبات في هذا الباب؛ وليس العبرة بجمع الكتب، ولكن باستعياب ما في بطونها من درر العلم وكنوزه.
وقد تمّ ذلك للشيخ مما جعله ذا دراية واسعة بما اشتملت عليه مصادر العلم على تعدد جوانبه وكثرة فروعه وفنونه؛ وتألّق الشيخُ في علم الحديث وأصبح حجّة ومرجعًا للعلماء وطلاّب العلم في هذا الباب.
ولم يُعرف عن الشيخ أنه نال شهادة من جهة تعليمية رسمية سوى ما عرف من التحاقه بدار العلوم الشرعية بالمدينة المنورة عام ١٣٦٩هـ في قسم الحديث النبوي، ولم يدرس في جامعة، ولم ينل شهادة الدكتوراه، ولكن جامعته وشهادته الكبرى علمه الفيّاض، وأخلاقُه، وهمّته، وحرصُه على العلم وطلاّبه، وآثاره المتمثلة في طلاّبه، ومؤلفاته المفيدة.
وقد كرّس جلّ سنين عمره لطلاب العلم والتدريس؛ حيث عمل مدرسًا في المدرسة الصولتية بمكة المكرمة، ثم انتقل إلى التدريس بالرياض في المعهد العلمي عام ١٣٧٥هـ، ومنه انتقلَ إلى التدريس بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة عام ١٣٨٥هـ، واستمرّ بها أستاذً للحديث وعلومه حتى عام ١٤١٠هـ، حيث بلغ سن التقاعُد؛ وأشرف في هذه الفترة على عددٍ كبيرً من طلاب الجامعة الإسلامية في مرحلتي الماجستير والدكتوراه، وناقش عددًا كبيرًا من الرسائل المقدّمة في تلك المرحلتين.