للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولم يقتصر الأمر في عطائه الثرّ على التدريس في أروقة الجامعة الإسلامية، بل كان الطلاّب يتوافدون عليه زرافات ووحدانًا كل يوم في بيته العامر بالعلم وخلق العلماء وبذلهم وعطائهم؛ وكانوا يجدون عندَه "يرحمه الله" بغيتهم، إذْ يتلقّاهم بأخلاق العالم الذي يحرص على إفادة طلاّبه وتوجيههم التوجيه السديد الذي ينير لهم دروب العلم والمعرفة، ويبعدهم عن الشطط؛ كما يجدون عندَه الأب الحاني على أبنائه، ولم يكن يبخل بوقته على أي راغبٍ في الإفادة الحقّة، بل يتلقّاه بالرعاية والعناية والاهتمام؛ ويمضى معه الساعات الطوال موجهًا ومعلّمًا؛ ولهذا الغرض كان باب مكتبته في بيتِه مفتوحًا كل يوم بعد صلاة العصر مباشرةً إلى أذان العشاء لكل قاصد من طلاّب العلم والعلماء؛ ومع أن ذلك قد يشغله عن أمور كثيرة تخصُّه وتخص مراجعة مؤلفاته أو متابعة بعض البحوث والدراسات، إلا أنه كان يشعر بالراحة التامّة وهو يؤدِّي رسالته نحو طلاّبه والراغبين في الإفادة من عمله.

والحق أنه كان مدرسةً في الحديث وعلومه، وتخرّج منها الكثيرون، وتأثروا بمنهجه وتوجهاته في دراسة الحديث النبوي وبعد ذلك من آثاره الجليلة.

أما آثاره المتمثلة في الكتب والمؤلفات فهي عديدة يدور جلّها حول الحديث النبوي وعلومه وحول العقيدة؛ ومنها:

١- الفتح الكبير في تراجم شيوخ الطبراني في المعجم الكبير.

٢- فتح الوهّاب فيمن اشتهر من المحدِّثين بالألقاب.

٣- سبيل الرشد في تخريج أحاديث بداية ابن رشد.

٤- إعلام الزمرة بأحكام الهجرة.

٥- إتحاف ذوي الرسوخ بمن دلّس من الشيوخ.

<<  <  ج: ص:  >  >>