قلنا لهم: لماذا نحن نبقى؟ إلى متى؟، قالوا: أنتم ما عندكم جوازات، الجوازات التي معكم مستعارة أو مزيّفة، هكذا قالوا.
فبقينا ذلك اليوم في الباخرة. وكان أحد المسوؤلين يدور علينا في الباخرة كل يوم، ويقول لنا: أنتم ترجعون، لا بد من رجوعكم لأنكم ما عندكم جواز.
فبتنا يومنا ذلك في الباخرة، وفي اليوم التالي جاء إلى الباخرة أحد المسؤولين، فقلت له: يا أخي لماذا نحن مسجونون في البحر؟، قال: ما عندكم جوازات، قلت: إذا كان ما عندنا جوازات تسجنوننا في البحر بعفونته وبكل شيء، قال: هل تعرفون أحد في مكة أو في المدينة؟، قلنا: نعم، ذكرتُ له أننا نحن نعرف الشيخ عبد الملك بن إبراهيم آل الشيخ، تعليمات أخذناها من الشيخ محمد عبد الله المدني عن بعض أهل الحجاز.
قال لنا: كيف تتصلون به، قلنا: نحن نريدك أنت تتصل به لأنه هو إذا عرف أننا مسجونون في البحر سيكفلنا حتى نرى ماذا يفعل الله بنا.
ثم ذهب واتصل به تلفونيًّا، هذا الرجل ساعدنا كثيرًا، وهذا الرجل من جماعة برهان، هذا المسئول عن الحجاج الذين يأتون من إفريقيا السوداء.
اتصل به وذكر له كما قلت أنا له، فقال الشيخ عبد الملك: إذًا الإخوان هؤلاء تُخرجونهم على كفالتي، وفعلاً أخرجونا بعد أن مكثنا أربع وعشرين ساعة في الباخرة.
ثم استرحنا يومين أو ثلاث في جدّة، ثم سافرنا إلى مكة في العصر، وفي ذلك الوقت تعرف أنه لا توجد طرق معبّدة للسيارات، ومكثنا بين جدة وبين مكة يومًا كاملاً بالسيارة، وذلك بسبب الرمال.