فركبنا معه على هذا الشرط، كلما قربنا من مركز يُنْزِلُنا، وهو ينتظرنا حتى نأتي إليه.
وقبل أن نصل إلى ذي الحليفة بمسافة -يعني عند البيضاء ـ، لما وصلنا إلى هناك أنزلنا نحن وعفشنا، أما في المسافات الأخرى يُنْزِلنا نحن دون عفشنا، ونحن كل واحد عنده صندوق فيه كتب.
فنزلنا هناك، قال السائق: أنا ما أستطيع آخذكم إلى ذي الحليفة فمركز التفتيش هناك، ولا يمكن أن أُبقيَ عفشي مع عفشكم ونذهب إلى المدينة لأنه يوجد تفتيش شديد، وافقنا رغمًا على أنفنا، وأخذنا صناديقنا، حملناها على ظهورنا إلى ذي الحليفة، هذا في الضحى، وصلنا إلى ذي الحليفة قبل أذان الظهر ماشين، ونزلنا في المسجد، وبقينا حتى صلينا الظهر وصلينا العصر، فلما صلينا العصر حملنا صناديقنا رأسًا إلى المدينة النبوية.
والشيء الذي أتعبنا في هذه المشي: وادي العقيق، حيث كانت تغوص فيه أقدامُنا ونحن حاملون الصناديق.
فالشاهد: مشينا من العصر حتى وصلنا إلى باب العنبرية إلى المسجد الذي فيها، وصلنا عنده والناس يصلون المغرب، لما وصلنا عنده وجدنا رجلاً واقفاً، قلنا له: ما هذا المكان؟، قال لنا: هذا باب العنبريّة، قلنا: ما هو هذا المسجد؟، قال لنا: هذا المسجد النبوي، قلنا: عجيب هذا المسجد النبوي؟، قال: نعم.
فدخلنا المسجد والناس كانوا في آخر ركعة من المغرب سألنا الناس الذين في الصف، قلنا لهم: هذا المسجد هو المسجد النبوي؟، قالوا: لا، المسجد النبوي هناك، هذا غير، هذا مسجد العنبرية، فعرفنا أن الشخص الأول الذي أخبرنا هذا جاهل.