الأسودة لأنه لا يوجد نور، عرف أنه يوجد ناس، فقال: من على
الباب؟، لما قال: مَن على الباب؟، قلنا له: نحن الجماعة: حماد الأنصاري وفلان قال: أهلاً وسهلاً، فدخل ثم رجع، قال: تفضلوا، قلنا: نحن ما صلينا العشاء يا شيخ، قال: أنتم صلوا هنا الحرم أُغلق، قلنا له: أين القبلة، فأرانا القبلة فصلينا وبتنا تلك الليلة في غاية من الشوق إلى الحرم النبوي، فلو كانت لنا أجنحة نستطيع أن نطير بها حتى ننزل لنزلنا، بقينا تلك الليلة ما نمنا ننتظر الفجر، ورغم هذا جاء الفجر وسمعنا الأذان ومع ذلك ما استطعنا أن نخرج، ما نعرف كيف نخرج. والشيخ ما أدري ما الذي أصابه هل نسينا، طبعًا هو ذهب وصلّى الفجر ولكنه ما مرَّ علينا ولا دلّنا وبقينا محصورين ما نعرف أين نذهب، نسمع الأذان ولكن ما نستطيع نخرج، لأنه لو أردنا أن نخرج كيف نخرج؟.
وفعلاً صلينا الفجر في نفس الغرفة، وبقينا وما نمنا أيضًا، هكذا حتى طلعت الشمس، فلما طلعت الشمس جاءنا واحد إفريقي -أرسله الشيخ-، فلما جاء هذا الإفريقي، قلنا له: يا أخي ما نريد منك إلاّ أن تدلنا على منزل الشيخ أبي بكر التنبكتي"
(ثم قال الشيخ) :
"الشيخ أبو بكر أين كان ساكن؟، تعرف القلعة التي دون قباء؟، هو كان ساكن هناك في بيتٍ منفرد وليس حوله أيّ بيت، هذا بيت أظنُّه لواحد من الناس بناه على الطراز الحديث ولم يجد أحدًا يسكنُه فسكنه الشيخ لأنه ما عنده مأوى.
قال لنا الإفريقي بيت الشيخ بعيد، قلت: ولو كان بعيدًا نريدك تدلنا عليه.