للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

استفدت من وصاياه ما لم أستفد من غيره، وذلك أن الشيخ محمد عبد الله أوّل اجتماعي به بدأ بالتوصية لأنه جاء الاجتماع طارئًا ما كان على موعد، اجتمعنا على غير موعد، فهو بمناسبة ذلك خاف أن نفترق قبل أن يوصيني بما يريد، فلذلك بادرني بالوصية، فقال لي: يا فلان؟، قلت له نعم لبيّك، قال لي: أنا أوصيك وأوصيي نفسي أولاً بتقوى الله في السر والعلانية، ثم أوصيك بالاشتغال بعلم السلف، عليك بأن تهتم وتحرص على علم السلف، وعلم السلف هو كالتالي:

أوّلاً: اشتغل بالعقيدة السلفية وتعليمِها، وكذلك -أيضًا -قال لي: اشتغل بالحديث، يعني: لا تعتمد على الآراء، قال لي: لا تعتمد على الآراء إلاّ إذا عرفت الدليل الذي استمدت منه هذه الآراء.

قال لي: أما في النقطة الأولى -وهي التوحيد -يقول لي: التوحيد هذه الكلمة لا تُطلق شرعًا ولا في عُرف علماء السلف إلاّ على التوحيد الذي اعتمد على القرآن وعلى السنة النبوية، فلذلك قال لي: أنا أذكر لك الكتب التي ينبغي العناية بها والاشتغال بها حتى تعرف معنى التوحيد، قال لي هكذا، قال لي: أولاً: عليك بكتب الإمام أحمد بن حنبل في التوحيد في العقيدة، وقد ذكرت لك الآن بعضَها: ذكرت لك (كتاب السنة) للإمام أحمد، وكذلك

-أيضًا- (كتاب الرد على الزنادقة والجهمية) للإمام أحمد، وكذلك كتاب (الإيمان) للإمام أحمد، وكذلك (كتاب السنة) لابنه عبد الله، وكذلك -أيضًا- (كتاب الشريعة) للآجرّي، وكذلك كتاب (شرح اعتقاد أهل السنة والجماعة) للحافظ اللآلكائي، وكذلك كتاب (خلق أفعال العباد) للبخاري -كما ذكرتُه سابقًا-، قال لي: هذه الكتب هي التي إذا اعتنيت بها واشتغلت بها فإنك ستتعلم -أو ستعلم- ما معنى التوحيد.

<<  <  ج: ص:  >  >>