وكذلك -أيضًا- يقول: لا تُغْفِل كتب المشايخ الثلاثة التي هي: كتب شيخ الإسلام ابن تيمية، وكتب ابن القيم، وكتب شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، وأملى عليّ منها عددًا كبيرًا، في ذلك الوقت ما كنت أعرف عن تلك الكتب، ولكن أنا قيدتها لما أملاها عليّ، نعم ولما رَحَلْتُ إلى هذه البلاد بحثت عن هذه الكتب وقلّ أحد جمع مثلَها، هذه الكتب موجودة عندي الآن، هذه كلُّها هي الكتب التي وصاني الشيخ محمد عبد الله المدني بدراستها وتدريسها والعناية بها وتعليمها للناس، هذه قيّدت أسماءها، ولما أتيت إلى هذه البلاد المقدّسة أوّل ما بحثت عنه هذه الكتب.
وبتوفيق من الله عز وجل قد تحصلت على جملة كبيرة منها قلّ أن توجد عند أحد في هذه البلاد، هذا من فضل الله، ثم من أثر هذه الوصية.
وكان هناك من الأسباب بعد هذه الوصية حصولي على هذه الكتب التي لو -مثلاً- نظرت هذه الأدراج تجد شيء قلّ أن يوجد اليوم، هذا من الأسباب أنني لما وصلت بعد هذه الوصية إلى الخرطوم -إلى أم درمان كما قلت لك أمس- ونزلت عند أنصار السنة، وأنا نزلت عند أنصار السنة بوصية منه أيضًا؛ لأنه يعرفهم لما خرج من هذه البلدة إلى إفريقيا مرّ على الخرطوم، فهو بوصيته أولاً بعد الله حصل لي الاتصال بهؤلاء، ولما وصلنا إلى أم درمان أضافونا في عمارة على شاطئ النيل في أم درمان، وكانت هذه العمارة الدور الأرضي كلُّه مكتبة، وهذه المكتبة في الحقيقة قلَّ كتاب تعلّق بالعقيدة السلفية أو يتعلّق بالحديث إلاّ وهو موجود فيها.
ولما نزلنا فيه ووجدت في المكتبة كثيرًا مما وصّاني الشيخ به أخذت دفترًا كبيرًا وصرت أكتب أسماءها كلها إضافة إلى ما ذكر لي الشيخ وصرت أكتب طبعاتِها في المكان الفلاني، هكذا حتى جمعت منها دفترًا كبيرًا يحوي شيئين: