هذا هو الذي أنا أراه أنه هو السبب فيما طرحتَ الآن".
وما رأيكم في القول بأن علماء اليوم يعيشون عالة على علماء الأمس؟
"أما هذه الكلمة حقًّا أنها تستحق أن تسلّط عليها الأضواء.
علماء اليوم حقًّا أن أغلبيّتهم عالة على من تقدّمهم، وكونُهم عالة على من تقدّمهم هذا ليس عيبًا فيهم، ولكن ينبغي للعالم أن يكون عنده حريّة الرأي (١) وأن يكون عنده التمييز بين الصواب والخطأ، لأن الذي قبله قد يصيب وقد يُخطي، فلذلك يجب على عالم اليوم أن لا يعتمد على ما قاله عالم الأمس إلاّ بعد دراسته طبق القرآن وطبق السنة وطبق الفقه الإسلامي، وإلاّ حقًا أن القصور -أو التقصير -حاصل من كثير من علماء اليوم، حيث إنه تجد أغلبهم يتقيّدون بمذهب من المذاهب: هذا حنفي، هذا شافعي، هذا حنبلي، هذا مالكي، تجد أنه يعتمد على كتبٍ جامدة -الكتب التي في أغلب هذه المذاهب كتب جامدة- يعني: قلّ أن تجد بجانب هذه القضية في هذا الكتاب دليلاً تستطيع أن تعتمد عليه، فتجد هؤلاء يتمسّكون بما وجدوا في هذه الكتب بدون دراسة وبدون تمحيص، فهذا في الحقيقة لا ينبغي أن يستمر ولا ينبغي أن يكون، بل إن العالم -إذا كان عالِمًا، وأنا أعدّ أولئك غيرَ علماء- أنا أعدّ أولئك الذين لا يدرُسون المسائل على ضوء القرآن والسنة أعدُّهم جهلاء ليسوا بعلماء، العالم هو ذلك الذي إذا درَس مسألة في أيّ مذهب من المذاهب وفي أيِّ قضيّة من القضايا يسلّط عليها الأضواء من القرآن والسنة، ما وافق القرآن والسنة أخذ به، وما لم يوافق القرآن والسنة رفضه وتركه. هكذا يكون العالم.
(١) هذا الفصل وهذا الكلام مهم جدًّا ومفيد (عبد الأول) .