أما مجرّد التقليد هذا المقلِّد ليس بعالم، المقلِّد كما قال ابن عبد البرّ:
لا فرق بين مقلّدٍ وبهيمة
...
تنقاد بين دعافل وجنادل
المقلِّد على خطر، اللهم إلاّ للضرورة، التقليد يجوز للضرورة، إذا كان الإنسان -مثلاً- في غابات إفريقيا التي لا يوجد فيها علماء ولا يوجد فيها كتب الحديث ولا يوجد فيها كتب التفسير المعتبَر، فوجد (مختصر خليل) مثلاً، جاز له أن يقلّد ما وجد لغاية ما يفتح الله عليه، فإذا فتح الله عليه بالعلم الصحيح لا يجوز أن يقلّد (مختصر خليل) إلاّ بعد تسليط الأضواء عليه".
يا شيخ هل يمكن أن يتكرّر أمثال الإمام البخاري والإمام الشافعي ومسلم وغيرهم من أولئك الجهابذة؟
"هذا فضلُ الله، البخاري، ومسلم وغيرهما من أولئك الجهابذة ما أعطوا أنفسَهم، الذي أعطاهم هو الله، الله هو الذي أعطاهم قادرٌ على أن يعطيَ غيرَهم في كلِّ زمان، المدار على الاتصال بالله عز وجل وسؤالِه من فضلِه {واسألوا الله من فضله} اللهم إنا نسألك من فضلك العظيم".
يا شيخ ما رأيك في القول بأن باب الاجتهاد أُغلق؟
"قولهم: باب الاجتهاد أُغلق هذا الكلمة جاءت من عدم فهم معنى الاجتهاد، هؤلاء الذين يُطلقون هذه الكلمة أطلقوها لأنهم لا يعرفون معنى الاجتهاد ففسروا الاجتهاد بغير معناه، وهذا المعنى الذي فسّروا به الاجتهاد حقًّا أن هذا المعنى الذي تبادر إليهم لا وجودَ له.
هم فسّروا الاجتهاد بالاختراع، يعني تخترع شيئًا لم يسبقك أحدٌ إليه لا قرآن ولا سنة ولا اجتهاد عالم من العلماء، هذا معناه الاختراع، الاختراع يكون في الصناعات والحِرَف. أما الاجتهاد الذي هو -كما قاله الأصوليّون، اسمع: ـ