وأما التقليد فهو: التمسُّك برأيٍ من الآراء دون أن تعرف دليلَه، ولهذا يقولون:
تقليدهم: قَبول قول القائل
...
بدون حجة لدفع الصائل
يعني: التقليد: أن تقبل من أيِّ أحدٍ من الناس قولاً دون أن تسمع منه الدليل على القول، هذا في الحقيقة لا يجوز إلا في الضرورة كما ذكرت لك في غابات إفريقيا، ولكن الإنسان الموجود بين أهل العلم، وموجود في بلاد العلم لا يجوز له أن يكتفي برأي زيدٍ أو عمرو حتى يسألَه عن دليلِه كما قال الله عز وجل:{فاسألوا أهلَ الذكر إن كنتم لا تعلمون بالبينات والزبر} .
أما من ناحية وجود علماء مجتهدين في عصرنا هذا هذا شيءٌ لا خلافَ فيه إلاّ عند العوام، العلماء في وقتنا هذا فيهم مجتهدون كثيرون، لماذا؟، لما ذكرتُه لك سابقًا: أن تأسيس هذه الدولة السعودية جاء بخيرٍ لم تأت به أيُّ دولة قبلَها بعد الدولة العبّاسية، التي هي آخر الدول الإسلامية المتمسكة بالقرآن وبالسنة. أنا أقول بصراحة: لم أعرف بعد هذه الدولة -الدولة العباسية- دولة قامت بمثل ما قامت به هذه الدولة السعودية من نشر العقيدة السلفية بنصوصها، وكذلك -أيضًا -ما يتعلّق بالسنة النبوية بأدلّتها، فلذلك نستطيع أن نقول: إنَّ هذا الفتح العظيم الذي حصل بعد مجيء هذه الدولة وقبلَها الدولة الأولى التي هي دولة الشيخ محمد بن عبد الوهاب فتح على المسلمين حتى عرفوا أن العمدة على ثلاثة أشياء: