إرسابات من الغبار الكوني والرماد البركاني فأصبحت ذات سطوح مستوية، وتنتشر فوق هذا السطوح حفر دائرية كان يعتقد بأنها فوهات براكين، لكن هذا الرأي قد أصبح ضعيفًا وأعرض عنه كثيرون وحل محله رأي آخر يقول: إن هذه الأحواض والمنخفضات ما هي إلا آثار اصطدام النيازك والشهب بسطح القمر، ولما لم يكن للقمر غلاف غازي يعمل على حرق هذه النيازك أثناء مرورها فيه نتيجة الاحتكاك فإنها تصطدم بشدة وتصل إلى سطحه دون أن تحترق فتحدث تلك الفوهات، وقد تم وضع خرائط توضح أكثر من ٣٠ ألف فوهة. ويصل عرض بعض هذه الفوهات إلى ١٥٠ ميلًا وتتميز بوجود إشعاعات خطية يصل امتداد بعضها إلى ١٥٠٠ ميل في الطول و ١٠ أميال في الاتساع، وهذه الإشعاعات عبارة عن خطوط تختلف في لونها عن لون الفوهات. وتخرج من وسط تلك الفوهات على هيئة خطوط إشعاعية ويعتقد بأنها اندفاعات من الغبار الدقيق الذي اندفع من هذه الفوهات نتيجة اصطدام النيازك بسطح القمر.
ولا يخلو أي جزء من سطح القمر من هذه الفوهات، حتى الفوهات الكبيرة ينتشر بها فوهات صغيرة، كما توجد كذلك على قمم الجبال.
وليست هذه الفوهات مخاريط كفوهات البراكين الأرضية، ويعتقد بعض الباحثين بأن الفوهات الكبيرة ترجع في نشأتها إلى الانفجارات "التكتونية" التي كانت تحدث في باطن القمر.
وتشغل تلك المنخفضات أو البحار الجافة Maria نحو نصف سطح الجزء الذي نراه من القمر، وأكبرها على الإطلاق ما يعرف باسم "محيط العواصف" Procellarum الذي استطاعت مركبة الفضاء "لونا" رقم"٩" السوفيتية أن تهبط فيه في فبراير سنة ١٩٦٦م. ويغطي هذا المنخفض أكثر