اعتمد التفكير الجغرافي منذ أقدم العصور على دعامتين أساسيتين: الأولى تتعلق بالفلك والأجرام السماوية التى لاحظها الإنسان واستدل بها في أسفاره فكانت بمثابة أول بوصلة استعان بها في حياته.
والدعامة الثانية هي إدراك العلاقات المكانية التى يسرت الكشف الجغرافي، ولقد ظلت هاتان الدعامتان أساس الفكر الجغرافي منذ أقدم العصور حتى مطلع العصور الحديثة حينما اتسعت آفاق المعرفة الجغرافية وامتدت أطرافها لتشمل مجالات جديدة.
وكلمة جغرافيا التى نستخدمها اليوم عبارة عن كلمة إغريقية تعنى "وصف الأرض" إذ إن "geo" تعني أرضًا، و graphy تعني "وصفا". ويعد بطليموس "٧٥م-١٥٣م" أول من استخدم كلمة "جغرافيا" عنوانًا لأحد مؤلفاته وهو كتاب المرشد أو المدخل إلى الجغرافيا.
وتجمع قواميس اللغة ومعاجمها على اختلافها بأن الجغرافيا هي العلم المختص بدراسة سطح الأرض. لكن هذا التعريف الذي يعد تفسيرًا لمدلول لفظ "الجغرافيا" لم يرض الجغرافيين منذ القرن التاسع عشر الميلادي. وقد اعترض رتر Ritter الجغرافي الألماني البارز آنذاك على هذا التعريف "وصف الأرض" وقال: إنه تعريف مضلل خاطئ. وأضاف بأن