يقصد بدراسة تركيب المدينة دراسة مجموعة الأبنية وتوزيعها وأنماطها وتفسير ما تدل عليه هذه المظاهر الحضارية. وأصل المدينة هو أقدم جزء في المدينة. ويطلق على هذا الجزء القديم نواة المدينة. وكانت الأسوار تحيطه غالبا. وكلما نمت المدينة هدم السور القديم وبني سور جديد أكثر اتساعا من سابقه.١ وتتميز المدن الحديثة بما يأتي:
١- اختفاء الأسوار القديمة التي لم تعد لها قيمة أمام الصواريخ وغيرها من الأساليب الحربية الحديثة.
٢- اتساع رقعة المدن اتساعا كبيرا. وعلى سبيل المثال وصلت مساحة لندن في بداية السبعينيات إلى أكثر من ١٨٠٠ كيلو متر مربع، بينما كانت مساحتها لا تتعدى كيلو مترين مربعين في بداية نشأتها كمدينة.
٣- لا ترتبط المدن الآن بشكل محدد دائريا كان أو مستطيلا بل أصبحت المدن مجمعات من المباني لا شكل لها، تمتد مبانيها حتى تتصل بقرية مجاورة، فتضمها إليها وتضم قرية بعد أخرى وبلدة بعد بلدة، وبذلك تتكون المجمعات المدنية.
٤- ظهور التوائم الحضرية أو المدن التوأمية ويقصد بذلك ازدواج مدينتين في موضع واحد مثل الرياض والدرعية، والقاهرة والجيزة، وأم درمان والخرطوم. وتشترك المدن التوأمية في بعض الخدمات دون الأخرى لكنها تميل إلى تركيز نشاطها في مركز واحد.
١ يكون سور المدينة عادة دائري الشكل. وعند هدم السور القديم يحل محله غالبا طريق يستخدمه أهل المدينة، ولذلك فإنه لا عجب في أن نجد كثيرا من المدن القديمة مثل روما تحتوي على بعض الطرق الدائرية الشكل، مركز كل منها هو نواة المدينة نفسها.