سبق أن أشرنا إلى أحواض البحر الجيولوجية، وكيف أن تلك الأحواض غطت قيعانها طبقات سميكة من الإرسابات المختلفة عبر العصور على هيئة طبقات. وبعد ذلك تعرضت تلك الإرسابات إلى حركات ضغط أفقية، فارتفعت القيعان وانحسر الماء عنها وتكونت في بعض أجزائها جبال التوائية مثل جبال الألب وجبال أطلس "٣٢ب".
ويمكن أن نضيف إلى هذا القول أن شدة مقاومة الطبقات الصخرية للحركات الالتوائية تعتمد إلى حد كبير على قوى الضغط الأفقية ونوعية الصخور، وشدة مقاومتها، ونعني بشدة المقاومة هنا مدى تجاوب الطبقات الصخرية، لحركات الضغط المختلفة. ومن الملاحظ أن صخور القشرة الأرضية لا تستجيب لحركات الضغط الجانبية أو الرأسية بدرجة واحدة، وكذلك فإننا نلاحظ أن الصخور شديدة الصلابة تكون عرضة للتصدع والانكسار في حين أن الصخور الأقل مقاومة تتعرض للالتواء والثني والطي، والثنيات أو الطيات عبارة عن تموجات في صخور القشرة الأرضية "شكل٣٣أ". وتتكون كل ثنية من عدة أجزاء "شكل ٣٣ب".
ويجب أن لا يغيب عن أذهاننا ونحن في هذا المقام أن الثنيات مهما اختلفت أنواعها ما هي إلا ثنيات محدبة anticlines أو ثنيات مقعرة Synclines "شكل ٣٤ أ، ب".
فعندما تلتوي الطبقات إلى أعلى في صورة قوسية يسمى الالتواء محدبًا؛ وذلك لأن الطبقات التي تكون طرفي الالتواء تلتقي عند قمته Crest وعندما تلتوي الطبقات إلى أسفل على شكل حوض يسمى الالتواء مقعراً؛ وذلك لأن طرفيه يميلان معاً صوب قاعه، ويعرف الخط الذي يتقاطع