يتحرك سطح البحر حركة توافقية على السواحل صعودًا وهبوطًا في كل يوم بقدر معلوم، وتعرف هذه الحركة بالمد والجزر، وينجم عن هذه الحر كة تيارات مدية تندفع في القنوات الساحلية أو في مصاب الأنهار الضيقة بسرعة كبيرة. وقد يعلو سطح الماء في تلك المصاب أو في المضايق بتراكمه وتجمعه في مكان ضيق علوًا كبيرًا في بعض المناطق.
لاحظ القدماء بالمشاهدة والخبرة منذ زمن بعيد أن حركة المد والجزر على السواحل تتبع في شدتها أوجه القمر المختلفة في السماء أثناء الشهر القمري، وتبلغ هذه الحركة مداها أي يحدث أعلى ارتفاع وأقل انخفاض للماء على الساحل في منتصف الشهر، أي عندما يكون القمر بدرًا أو عندما يكون القمر محاقًا، وسبب ذلك أن قوة جذب القمر في ذلك الوقت تكون شديدة، والواقع أن هناك قوتين تنشأ عنهما حركة المد والجزر الأولى: هي قوة جذب القمر المذكورة، والثانية: هي القوة الطاردة المركزية الناشئة عن دوران الأرض. ومحصلة هاتين القوتين هي القوة النهائية التي تنجم عنها حركة المد والجزر، إضافة إلى تأثير الشمس.
ويختلف المد والجزر من منطقة لأخرى تبعاً لاختلاف أعماق المياه وأشكال الخلجان، ويبين الجدول الآتي مدى ارتفاع المد في المواقع المختلفة: