يعد الإنسان أهم عامل حيوي وفعال في البيئة، ولقد كرمه الله وفضله على سائر عناصر البيئة، فيقول الله تبارك وتعالى:{وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا}[سورة الإسراء: آية ٧٠] . وسخر الله سبحانه وتعالى للإنسان كل عناصر بيئته وأمرنا ألا نعثوا في الأرض مفسدين، يقول الله عز وجل:{هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ}[سورة الملك: آية ١٥] ، ويقول وقوله الحق:{وَبَوَّأَكُمْ فِي الأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا فَاذْكُرُوا آلاءَ اللَّهِ وَلا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ}[سورة الأعراف: آية ٧٤] .
بوأكم في الأرض: أي أسكنكم، وكلمة البيئة مشتقة من بوأ وتبوأ أي أقام وسكن واتخذ منزلًا، وعلى ذلك فبيئة الإنسان هي مكان سكناه وكل ما يحيط به من عناصر طبيعية كالماء والهواء والتربة والكائنات الحية من نبات وحيوان، وعناصر بشرية تشمل الإنسان بأنشطته المتنوعة الزراعية والصناعية وغيرها، وعلى هذا فإن خصائص النظام البيئي تتمثل في احتوائه على كائنات غير حية وكائنات حية وهو نظام معقد مبني على التفاعل بين عناصر مكوناته، وتشكل هذه العناصر المتفاعلة كلًّا متوازناً، لكن الإنسان وهو أكثر كائنات النظام البيئي فاعلية قد زاد نشاطه في استغلال موارد البيئة، فأدى إلى ظهور كثير من المشكلات البيئية،