كتاب المدخل إلى علم الجغرافيا والبيئة

الفصل الثامن: الإنسان والبيئة - التلوث الجوي - ص: 370

[التلوث الجوي]

[مدخل]

...

أولا: التلوث الجوي:

تنفرد الكرة الأرضية دون سائر كواكب المجموعة الشمسية بوجود غلاف غازي يحيطها، والغلاف الغازي أو الهواء مخلوط غازي يتكون من عدد كبير من العناصر والمركبات الكيمائية، تم التعرف حتى الوقت الحاضر على مائة عنصر يتقدمها جميعا من حيث الحجم النيتروجين بنسبة ٧٨.٠٨٤% والأوكسجين بنسبة ٢٠.٩٤٦%، وعلى الرغم من أن النيتروجين غاز خامل إلا أن النبات يعتمد عليه بعد أن يدخل في بعض التفاعلات ويذوب في الماء، ويعتقد العلماء أن نسبة النيتروجين لو كانت أقل من ٧٨% وحدثت شرارة كهربائية لاحترق كل شيء على سطح الأرض١، فسبحان الخالق القائل: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [سورة القمر: آية ٤٩] . أما الأوكسجين فلا يستطيع الإنسان أو أي كائن حي أن يعيش بدونه، وقد ثبت علميا أن الإنسان يتنفس في اليوم الواحد وفي الحالة العادية أكثر من ٢٠٠٠٠ مرة يحتاج فيها إلى نحو ١٦ كجم من الهواء، وهذا بطبيعة الحال يفوق ما يستهلكه الإنسان من الماء والغذاء معا.

ماذا يقصد بتلوث الهواء أو التلوث الجوي؟

يقصد بتلوث الهواء حدوث تغيير في تركيبه وازدياد وجود أي مواد غازية أو سائلة أو صلبة تؤدي إلى وقوع أضرار بأي من مكونات البيئة من نبات وإنسان وحيوان وتربة ومسطحات مائية، ويجب أن نتذكر أن معظم ملوثات الهواء من صنع الإنسان ومستحدثاته، ولقد صدق من قال إن الإنسان بدأ حياته على سطح الأرض محاولا أن يحمي نفسه من أخطار الطبيعة وانتهى به الأمر بعد عشرات الآلاف من السنين وهو يحاول أن يحمي الطبيعة أو البيئة من أخطاره!.

---

١ محمد عبد القادر الفقي، مرجع سبق ذكره، ص٣٦.