من أهم الاكتشافات الفلكية في القرن العشرين هو التحقق من أن جميع المجرات تتباعد عن مجرتنا بسرعات رهيبة، كما تتباعد كل مجرة عن الأخرى، مما يشير إلى أن الكون يتمدد، وقد أوحى هذا الاكتشاف إلى علماء الفلك إلى أن الكون كان مندمجًا ومتضامًّا أي كان "رتقًا"، وذلك منذ أزمنة سحيقة, ثم حدث انفجار مروع وانفتاق هائل منذ ما بين ٨ إلى ٢٠ بليون سنة صحبته درجات حرارة لا نهائية قدرها العلماء بعد مولد الكون بثانية واحدة بنحو عشرة بلايين درجة مئوية، وفي درجات الحرارة العالية جدًّا تتحرك الجسيمات بسرعة هائلة تفوق جميع قوى الجذب النووية أو الكهرومغناطيسية، وعندما يبرد الكون تبرد الجسيمات وتتجمع وتبدأ في الالتصاق ببعضها، وبعد مئات الآلاف من السنين من حدوث "الانفتاق" انخفضت درجات الحرارة بحيث تمكنت الألكترونات والنوايا أن تتجمع لتشكيل الذرة الثابت, وقد تكونت المواد الأساسية للكون من الهيدروجين والهيليوم والليثيوم.
وأطلق جورج جامو "Gamou" على بداية الكون بهذه الطريقة، الفرقعة المروعة "Big Bang" وافترض أن مواد الكون كانت متجمعة في نقطة واحدة، وكانت كثافتها لا نهائية، وأطلق على هذه النقطة "نقطة الآحاد Singularity ". ثم حدث الانفتاق الهائل وأخذ الكون يتمدد ويتسع، وما زال كذلك؛ حيث ثبت ذلك علميًّا، ويعد هذا الاكتشاف من أعظم الثورات الفكرية في القرن العشرين؛ لأنه أثبت خطأ ألبرت أينشتين