للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

"صاحب نظرية النسبية" التي ترى أن الكون استاتيكي أي ثابت الحجم١.

إن ما وصلت إليه هذه الاكتشافات العلمية يتفق تمامًا مع ما أشار إليه القرآن الكريم في قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا} [سورة الأنبياء، آية: ٣٠] ، فالآية الكريمة تشير إلى أن الكون، ممثلًا في السماوات والأرض، كان متصلاً متضامًّا أو وحدة واحدة، وهذا ما عبرت عنه نظرية الفرقعة المروعة بنقطة الآحاد ثم حدث الانفجار وتوالى اتساع الكون الذي لا يزال مستمرًّا، حيث ثبت ذلك بالقياسات العلمية فيما يعرف بتأثير دوبلر Doppler effect، وتفسير ذلك أن الضوء يتكون من سبعة ألوان، لكل لون موجة وذبذبة معينة، وأقصر موجة هى أعلى ذبذبة وهي اللون الأزرق، وأطول موجة هي الأقل ذبذبة وهي اللون الأحمر، وعلى ذلك فكلما ابتعد النجم أو المجرة كلما حدث ابتعاد في اللون الأحمر، كالصوت؛ كلما بعد مصدر الصوت كلما ضعف الصوت، ولا شك أن هذا الاكتشاف العلمي يتفق مع ما جاء في القرآن الكريم منذ خمسة عشر قرنًا في قوله تعالى: {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْيدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ} [سورة الذاريات، آية: ٤٧] . وهكذا يتزايد فهم الإنسان لوجوه الإعجاز المتعددة في القرآن الكريم كلما ازداد علمًا، وإعجاز القرآن لم يتوقف ولن يتوقف, بنص حديث النبى صلى الله عليه وسلم: "لا تنقضي عجائبه" ٢.


١ يحيى المحجري "١٩٩١م": آيات قرانية في مشكاة العلم، المختار الإسلامي، القاهرة، ص ٣٨-٤٢.
٢ محمد محمود محمدين "١٤١٩هـ/١٩٩م": الشعراوي والإشارات الجغرافية القرآنية، دار الخريجي، الرياض، ص٦.

<<  <   >  >>