للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويدور القمر في مستوى معين حول الأرض، وتدور الأرض نفسها حول الشمس في مستوى غيره, إلا أنهما يكادان أن يتطابقا، ويصل ميل المستوى بين الأرض والقمر إلى خمس درجات تقريبًا.

ويظهر القمر في السماء بعد بداية الشهر العربي بيومين على هيئة هلال، وذلك بعد الغروب، وبعد سبعة أيام يكتمل نصفه ويقال: إنه في الربع الأول؛ لأنه يكون قد قطع ربع المسافة حول الأرض ويكون القمر حيئنذ أعلى ما يكون في السماء، ويأخذ الجزء المضيء من القمر في الزيادة بانتقال القمر جهة الشرق يومًا بعد يوم حتى إذا ما مضى أسبوع آخر وانتصف الشهر صار القمر بدرًا، ويكون في ذلك الوقت قريبًا من الأفق الشرقي وقت غروب الشمس، ولا يكاد القمر يكتمل حتى يأخذ الجزء الغربي من البدر في التناقص رويدًا رويدًا ويتضاءل، وعندما يقترب من الربع الأخير في نهاية الأسبوع الثالث نراه كما كان في الربع الأول, لكن الجزء المضيء يكون في اليسار ويكون القمر قد أتم ثلاثة أرباع دورته في رحلته الشهرية حول الأرض، ويستمر القمر في التضاؤل ليصير هلالاً آخر. وبعد مضي تسعة وعشرين يومًا تصبح الشمس والأرض والقمر في خط واحد ويكون القمر بين الشمس والأرض فلا يرى من النصف المضيء شيء؛ لأن النصف المظلم هو الذي يواجه الأرض حينذاك, ويطلق على القمر عندئذ المحاق. والواقع أن شكل الجزء الذي نراه من النصف المنير للقمر يتوقف على موقعه من الشمس والأرض؛ لأن القمر جسم معتم بارد يستمد نوره من الشمس كما تستمد الأرض نورها منها أيضًا, فيكون نصف القمر المواجه للشمس منيرًا، أما النصف الآخر فيكون مظلمًا. وما نور القمر إلا انعكاس لضوء الشمس. وصدق خالق السموات والأرض القائل:

<<  <   >  >>