القطبين. ولتفسير ذلك فإن ٢٨٩ كيلو غرامًا تقل كيلو غرامًا واحدًا عند وزنها عند خط الاستواء بسبب قوة الطرد المركزية، والأمر الثاني الذي ينشأ عن اختلاف سرعة دوران الأرض هو انحراف الأشياء المتحركة إلى يمين اتجاهها في نصف الكرة الشمالي وإلى يسار اتجاهها في نصف الكرة الجنوبي، ويؤكد العلماء١ أن طول اليوم يزيد بمقدار ٠.٠٠١٦ من الثانية كل قرن بسبب تأثير موجات المد والجزر على سرعة الأرض.
إن دوران الأرض حقيقة يقينية لا يجرؤ الشك أن يحوم حولها، وفي القرآن الكريم ما يشير إلى تلك الحقيقة، قال تعالى:{وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ}[سورة النمل: ٨٨] .
فسر السابقون هذه الآية بيوم القيامة، وليس هناك ما يمنع القول بأنها تشير إلى حقيقة دوران الأرض.
تقول الآية الكريمة:{تَحْسَبُهَا} وهذا الفعل لا يوحي بحال الإنسان يوم القيامة، يوم الهول الأعظم يوم تذهل كل مرضعة عما أرضعت. وتقول الآية الكريمة:{مَرَّ السَّحَابِ} والسحاب يمر في كل لحظة، ثم ختمت الآية الكريمة بما يدل على قدرة الله سبحانه وتعالى وإتقان صنعه وكمال إعجازه، واختتام هذه الآية بهذه الصورة يرجح أنها تشير إلى دوران الأرض.
والمفسرون الذين فسروا الآية السابقة بأنها تشير إلى يوم القيامة يستندون في ذلك إلى أن هناك آيات كثيرة تشير إلى تسيير الجبال يوم القيامة مثل قوله تعالى في سورة النبأ:{وَسُيِّرَتْ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا} ،