لقد انتقل الإنسان من حياة تعتمد على الحظ إلى حياة تعتمد على التخطيط، حيث بدأ في إنتاج المواد الغذائية عن طريق التوسع في الزراعة واستئناس الحيوان، ويطلق علماء الآثار على الفترة التي تحول فيها الإنسان إلى إنتاج الطعام عن طريق الزراعة واستئناس الحيوان اسم "حضارة العصر الحجري الحديث Neolithic ". وقد بدأت هذه المرحلة بعد الألف السابعة قبل الميلاد، ولقد نشأت وترعرعت هذه الحضارة في بلاد ما بين النهرين ووادي النيل ووادي نهر السند. وكانت أشهر الحبوب الزراعية الموجودة هناك آنذاك القمح والشعير، ومع ازدياد وسائل إنتاج الطعام ازداد عدد سكان العالم حتى بلغ ١٠٠ مليون في سنة ٣٠٠ ق. م، ووصل عدد سكان الأرض في الألف الأولى بعد الميلاد إلى ٤٠٠ مليون نسمة، وزاد هذا العدد إلى ٤٧٠ مليونًا سنة ١٦٥٠م وفق تقدير ويلكوس الأمريكي Willcox. وتبعا لتقديرات الأمم المتحدة وكارسوندرز Carr Saunders فإن سكان العالم قد تضاعفوا أربع مرات ونصف على مدى ثلاثة قرون أي في الفترة الواقعة ما بين ١٦٥٠، ١٩٥٠م وأصبح عددهم حوالي ٢٥٦٤ مليون نفس "شكل ٧٠".
وقدر عدد سكان العالم سنة ٢٠٠٠م "١٤٢١هـ" بأكثر من ٦٠٠٠ مليون نسمة يتوزعون على مساحة من اليابس تقدر بنحو ١٣٥.٨ مليون كم٢ باستثناء القارة القطبية الجنوبية. وتصل نسبة الزيادة الصافية للسكان ١.٧% سنويًّا أو ما يزيد على ٩٠ مليون شخص كل عام.