للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

انخفاض درجة الحرارة وإلى الإحساس بالبرد القارص، وللارتفاع تأثيره المهم فيما يتعلق بانخفاض نسبة الأوكسجين وانخفاض الضغط الجوي مما يؤدي إلى سرعة الإرهاق حينما يبذل الإنسان مجهودا بسيطا.١ ويؤدي الارتفاع إلى أكثر من ٣٠ ألف قدم إلى الوفاة.

وقد أثبتت دراسات كثيرة أن أعداد السكان وكثافتهم تتناقص كلما ارتفعنا عن سطح البحر بسبب الصعوبات الناتجة والمرتبطة بذلك، ويقدر أن أكثر من ٥٦% من سكان العالم يعيشون على ارتفاع لا يزيد على ٢٠٠ متر فوق سطح البحر، وجدير بالذكر أن نسبة هذه الأرض أقل من ٢٨% من مساحة اليابس.٢

ولكي نتعرف على تأثير المرتفعات في توزيع السكان يحسن المقارنة بين أجزاء الولايات المتحدة الأمريكية السهلية الشرقية والجبلية الغربية في العروض المتشابهة، ويتضح لنا من هذه المقارنة أن ٩٠% من السكان يعيشون في المناطق الشرقية ويقل السكان بدرجة ملحوظة في المناطق الجبلية الغربية حيث تمتد جبال روكي وكاسكيد.


١ يجدر بنا هنا أن نشير إلى أن سكان الجبال الذين يعيشون على ارتفاعات شاهقة يتمتعون بصفات جسمانية تميزهم عن غيرهم من سكان المناطق الأخرى، إذ إن صدور هؤلاء تبدو كبيرة وذلك لكبر حجم الرئتين عند كل منهم، مما يمكّن الإنسان من استيعاب أكبر كمية ممكنة من الهواء لكي يستخلص منها كمية كافية من الأوكسجين لجسمه. ولقد أشار كثير من الكتاب الذي زاروا جبال الأنديز إلى هذه الظاهرة، ومن الملاحظ كثيرًا أن الحيوانات مثل البغال والخيول والحمير تموت إذا وجدت في مناطق جبلية يزيد ارتفاعها على أحد عشر ألف قدم "٣٣٥٠م". في حين أن هناك حيوانات لا تتأثر بمثل أو أكثر من هذا الارتفاع مثل حيوان اللاما والألباكا.
٢ فتحي أبو عيانة "١٩٨٦م" جغرافية السكان، الإسكندرية، ص ١٠٥.

<<  <   >  >>