المساكن والمصانع، ولا شك أن طرق النقل هي بمثابة شرايين تحمل العمران إلى كل مكان تصل إليه.
٥- العامل التاريخي والمشكلات السياسية:
تتميز بعض المناطق بتاريخ عمراني طويل على الرغم من فقدانها للكثير من المزايا السابقة التي أسهمت في عمرانها، وعلى سبيل المثال مناطق الاستقبال للهجرات القديمة كما هي الحال في سواحل الأمريكتين وأفريقيا وآسيا حيث نجد أن العامل التاريخي يمكن أن يسهم في تفسير توزيع السكان الحالي، كما أن بعض العناصر السكانية لا تزال تتركز في بعض المناطق التي استقر بها أجدادهم على الرغم من تغير الظروف التي كانت سائدة آنذاك، وكما أن بصمات الماضي لا تخفى على كثير من الباحثين في موضوع توزيع السكان، فإن للحروب والمشكلات السياسية كذلك دورًا كبيرًا في زيادة الهجرة وبالتالي تغيير خريطة توزيع السكان، ومن أمثلة ذلك الحرب العالمية الثانية التي أدت إلى هجرة قدرت بنحو ٣٠ مليونا من البشر، وقد شهدت الهند وباكستان بعد الاستقلال سنة ١٩٤٧م أضخم حركة هجرة قدرت بنحو ١٨ مليونا، وقد تسببت حرب ١٩٤٨م في هجرة العرب من فلسطين، وكذلك أثرت حرب سنة ١٩٦٧م في توزيع السكان في مدن قناة السويس حيث تم تهجيرهم إلى المناطق الداخلية بمصر ولم يعودوا إلا بعد أن توقف القتال وتم بناء مساكن لهم. وقد تسببت المشكلات السياسية والداخلية والصراع على السلطة في هجرات خارجية مؤقتة كما هي الحال في أفغانستان حيث يقدر عدد النازخين فيها بسبب الصراع على السلطة بأكثر من ستة ملايين ١٩٩٣م، كما يقدر عدد الفلسطينيين الذي يعيشون خارج فلسطين بحوالي أربعة ملايين فلسطيني،