لا تنكر أن الزراعة أدت إلى نشأة أقدم المدن التي عرفها التاريخ كما هي الحال في سهول الأنهار الفيضية الخصيبة في وادي النيل ووادي دجلة والفرات.
ومما يذكر عن الإنسان قبل احترافه مهنة الزراعة أنه كان يعيش في كهوف المناطق المرتفعة المجاورة لأودية الأنهار. وكان يرتاد أودية الأنهار فقط بحثا عن غذائه من صيد وفاكهة وحبوب، ولكنه عندما اتخذ من الزراعة مهنة رئيسية له هبط من مرتفعاته وأقام في الأدوية قريبا من مزروعاته التي كانت تحتاج لوجوده من أجل العمليات الزراعية المختلفة كالري والحصاد.
وظلت الزراعة موردا لا يضاهى لتأمين معاش الناس طوال قرون عديدة، ولم تفقد شيئا من مكانتها إلا بعد حدوث الانقلاب الصناعي Industrial Revolution، وذلك خلال النصف الثاني من القرن الثامن عشر الميلادي. وللزراعة أنماط متعددة تختلف في أساليبها على النحو التالي: