بعضها. والإنسان في نظر المدرسة الاختيارية عامل جغرافي إيجابي يسهم في تعديل مظهر سطح الأرض، فلا توجد بقعة من الأرض لا تظهر عليها بصمات الإنسان.
لقد ظهرت هذه المدرسة في فرنسا، ومن أهم مؤسسيها فيدال دي لابلاش، رائد الجغرافية الفرنسية الحديثة. وتنادي هذه المدرسة بأن الإنسان ليس عبدًا للبيئة أو ألعوبة في يدها، وإنما يختار من بين إمكاناتها ويشكل منها كيفما يشاء القدر الذي يسمح له به مستواه الحضاري وكفاءته الجسمانية والعقلية.
٣- المدرسة الإقليمية Regionalism
حمل لواء هذا الاتجاه الحديث الجغرافيون الأمريكيون الذين كانوا لا يهتمون بدراسة البيئة لذاتها, بل من حيث تأثير ظاهراتها في الإنسان، والدراسة الجغرافية الإقليمية تهتم بدراسة التفاعل بين الظروف الطبيعية والبشرية، ولقد عرّف برستون جيمس Preston James، وهو من أنصار المدرسة الإقليمية، الجغرافيا بأنها تختص بدراسة الروابط والعلاقات بين مختلف الظاهرات لكى تبرز شخصيات الأقاليم المعينة والأمكنة عن طريق إظهار أوجه التشابه والاختلافات بينها.
وهناك مدارس جغرافية أخرى مثل المدرسة الأيكولوجية Ecological ومدرسة مظهر الأرض Landscape ومدرسة الموقع Location.
والمدرسة الأيكولوجية ترى أن الجغرافيا لا بد وأن تولي دراسة تأثير البيئة الطبيعية في الإنسان ونشاطاته المختلفة الاهتمام الوافي، وذلك عن طريق بحث وتحليل الطرق التي يلجأ إليها الإنسان ليتكيف مع ظروف بيئته الطبيعية.