ومما يذكر أن رؤية المذنبات سببت الخوف والفزع للشعوب منذ خمسة وعشرين قرنًا على الأقل. وقد رصد مذنب هالي الشهير منذ سنة ٢٤٠ ق. م.
والمذنب عبارة عن حشد لا نهائي من الكتل الصخرية الصغيرة ذات الأقطار الدقيقة، ويتكون كذلك من معادن وغازات متجمدة وتتركب جزئياته من عناصر تدخل في تركيب قشرة الأرض مثل المغنسيوم والحديد والصوديوم، ويعتقد الفلكيون أن هذه المكونات ليست إلا بقايا السديم الشمسي الذي تكونت منه الشمس والكواكب وتوابعها١.
وتختلف المذنبات في أحجامها، وعلى الرغم من أن طول أقطار رءوس بعضها لا يصل إلا إلى بضع عشرات من آلاف الأميال، فإن أذيالها تمتد إلى بضعة ملايين من الأميال في بعض الأحيان.
ويظهر المذنب في السماء حينما يقترب من الشمس ويدور الرأس في مداره حول الشمس، وينحرف ذيله عن الشمس ويتقدم الرأس؛ وبعد استدارة المذنب يتقدم الرأس ويتراجع الذيل إلى مكانه وكأنما يخشى هذا الذيل الشمس ويرهبها.
ولقد تمكن هالى من دراسة المذنب الذي سمي باسمه وتوصل إلى أن هذا المذنب يصل امتداد ذيله في بعض الأحيان إلى ١٠٠ مليون ميل. وقد توصل هالى كذلك إلى أن المذنب الذي حمل اسمه فيما بعد، يظهر مرة كل ٧٦ سنة, وآخر مرة ظهر فيها هذا المذنب في ٣٠ جمادى الأولى ١٤٠٦هـ "٩فبراير ١٩٨٦م" وينتظر ظهوره في عام ٢٠٦٢م. وكان الفلكي "هالى" قد ذكر بأن المذنب هالي سيعاود في الظهور شهر مارس سنة ١٧٥٩م. وبعد أن
١ صلاح الدين حامد, جامعة الملك "١٩٨٦م" كلية العلوم، ماذا تعرف عن المذنبات ومذنب هالي.