أقسمت بالقمر المنشقّ أن له ... من قلبه نسبة مبرورة القسم وما حوى الغار من خير ومن كرم ... وكلّ طرف من الكفّار عنه عم فالصّدق في الغار والصّديق لم يردا ... وهم يقولون ما بالغار من أرم ظنّوا الحمام وظنّوا العنكبوت على ... خير البريّة لم تنسج ولم تحم وقاية اللَّه أغنت عن مضاعفة ... من الدّروع وعن عال من الأطم لطيفة: سئل بعضهم عن الحكمة في اختفائه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في غار ثور دون غيره فأجيب بأنه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم كان يحب الفأل الحسن، وقد قيل إن الأرض مستقرة على قرن الثّور فناسب استقراره صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في غار ثور تفاؤلا بالطمأنينة والاستقرار فيما يقصده هو ورفيقه. وروى ابن عديّ وابن عساكر عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم قال لحسّان: «هل قلت في أبي بكر شيئا؟» قال: نعم. قال: «قل وأنا أسمع» ، فقال. إذا تذكرت شجوا من أخي ثقة ... فاذكر أخاك أبا بكر بما فعلا التالي الثاني المحمود شيمته ... وأول الناس طرا صدق الرسلا والثاني اثنين في الغار المنيف وقد ... طاف العدوّ به إذ صعّد الجبلا وكان حبّ رسول اللَّه قد علموا ... من البرّية لم يعدل به رجلا [ (٢٦) ] قيل رقيط كما في الزرقاني على المواهب (ج ١ ص ٣٣٩) وهو من الديل وقيل الدئل كما في فتح الباري. وكان الأربقط على دين كفار قريش ولم يعرف له إسلام فيما بعد كما جزم به عبد الغني المقدسي وتبعه النووي وقال ابن حجر في الإصابة لم أر من ذكره في الصحابة إلا الذهبي في التجريد وقال السهيلي (ج ١ ص ٨) : عبد اللَّه بن أريقط لم يكن إذ ذاك مسلما ولا وجدنا من طريق صحيح انه أسلم بعد ذلك.