[ (٢) ] قال ابن عبد البر في ترجمة حاطب في الاستيعاب: (حاطب) بن أبي بلتعة اللخمي من ولد لخم بن عدي في قول بعضهم يكنى أبا عبد الله وقيل يكنى أبا محمد واسم أبي بلتعة عمرو بن راشد بن معاذ اللخمي حليف قريش. * ويقال انه من مذحج وقيل هو حليف للزبير بن العوام وقيل بل كان عبدا لعبيد اللهِ بْنَ حُمَيْدِ بْنِ زهير ابن الحرث بن أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بن قصي فكاتبه فادي كتابته يوم الفتح، وهو من أهل اليمن والأكثر انه حليف لبني أسد بن عبد العزى. * شهد بدرا والحديبية ومات سنة ثلاثين بالمدينة وهو ابن خمس وستين سنة وصلّى عليه عثمان. * وقد شهد الله لحاطب بن أبي بلتعة بالايمان في قوله يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم الآية وذلك أن حاطبا كتب إلى أهل مكة قبل حركة رسول الله صلّى الله عليه وسلم إليها عام الفتح يخبرهم ببعض ما يريد رسول الله صلّى الله عليه وسلم بهم من الغزو إليهم وبعث كتابه مع امرأة فنزل جبريل بذلك على النبي صلّى الله عليه وسلم فبعث رسول الله صلّى الله عليه وسلم في طلب المرأة علي بن أبي طالب وآخر معه قيل المقداد بن الأسود وقيل الزبير بن العوام فأدركا المرأة بروضة خاخ فأخذا الكتاب ووقف رسول الله صلّى الله عليه وسلم خاطبا فاعتذر وقال ما فعلته رغبة عن ديني فنزلت فيه آيات من صدر سورة الممتحنة وأراد عمر بن الخطاب قتله فقال له رسول الله صلّى الله عليه وسلم انه قد شهد بدرا الحديث. أحمد بن قاسم قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا الحرث بن أبي أسامة قال حدثنا أحمد بن يونس ويونس بن محمد، قالا حدثنا الليث بن سعد، عن أبي الزبير، عن جابر: أن عبد الحاطب جاء إلى النبي صلّى الله عليه وسلم يشتكي حاطبا فقال يا رسول الله صلّى الله عليه وسلم ليدخلن حاطب الناس فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم كذبت لا يدخل أحد النار شهد بدرا والحديبية. * وروى الأعمش عن أبي سفيان عن جابر عن النبي صلّى الله عليه وسلم مثله.