للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحد، جمع بين علم الحديث والفقه، وبيان علل الحديث، ووجه الجمع بين الأحاديث، طلب منه الأئمة الانتقال من الناحية الى نيسابور لسماع الكتب، فأتى في سنة إحدى وأربعين، وعقدوا له المجلس لسماع كتاب المعرفة، وحضره الأئمة، وكان على سيرة العلماء قانعا باليسير» .

وقال السبكي في ترجمته: كان الإمام البيهقي أحد أئمة المسلمين، وهداة المؤمنين، والدّعاة، إلى حبل الله المتين، فقيه جليل، حافظ كبير، أصولي نحرير، زاهد ورع، قانت الله، قائم بنصرة المذهب أصولا وفروعا، جبل من جبال العلم» [ (٦١) ] .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: «البيهقي أعلم أصحاب الشافعي بالحديث وأنصرهم للشافعي» [ (٦٢) ] .

وقال الملا على القاري: «هو الإمام الجليل، الحافظ الفقيه، الأصولي الزاهد، الورع، وهو أكبر أصحاب الحاكم أبي عبد الله» [ (٦٣) ] .

[ورعه وزهده:]

كان الإمام من العلماء العاملين، الذين يقتدون بالمصطفى صلى الله عليه وسلم، ويسيرون على نهجه، وعلى سيرة الصحابة، وقد تأسى البيهقي بزهد النبي صلى الله عليه وسلّم والصحابة، فسار على منوالهم، فكان زاهدا متقللا من الدنيا، كثير العبادة والورع، ومراقبة الله في كل صغيرة وكبيرة.

قال عبد الغافر: «كان على سيرة العلماء، قانعا من الدنيا باليسير،


[ (٦١) ] طبقات الشافعية للسبكي (٤: ٨) .
[ (٦٢) ] مجموع فتاوى شيخ الإسلام (٣٢: ٢٤٠) .
[ (٦٣) ] مرقاة المفاتيح (١: ٢١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>