للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بَابُ اغْتِسَالِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ زَمَنَ الْفَتْحِ وَصَلَاتِهِ وَقْتَ الضُّحَى شُكْرًا لِلَّهِ تَعَالَى عَلَى مَا أَعْطَى.

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، قَالَ: أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ قَالَ:

حَدَّثَنَا ابْنُ مِلْحَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى يَعْنِي ابْنُ بُكَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدَ، عَنْ أَبِي مُرَّةَ مَوْلَى عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ حَدَّثَهُ أَنَّ أُمَّ هَانِئٍ [ (١) ] بِنْتَ أَبِي طَالِبٍ حَدَّثَتْهُ أَنَّهُ لَمَّا كَانَ عَامُ الْفَتْحِ فَرَّ إِلَيْهَا رَجُلَانِ مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ، فَأَجَارَتْهُمَا قَالَتْ: فَدَخَلَ عَلَيَّ عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَقَالَ: أَقْتُلُهُمَا؟ [ (٢) ] قَالَتْ: فَلَمَّا سَمِعْتُهُ يَقُولُ ذَلِكَ أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِأَعْلَى [ (٣) ] مَكَّةَ فَلَمَّا رَآنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَحَّبَ، فَقَالَ: مَا جَاءَ بِكِ يَا أُمَّ هَانِئٍ؟

قَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللهِ كُنْتُ قَدْ أَمَّنْتُ رَجُلَيْنِ مِنْ أَحْمَائِي [ (٤) ] فَأَرَادَ عَلِيٌّ قَتَلَهُمَا، فَقَالَ


[ (١) ] هي بنت أبي طالب الهاشمية، قيل اسمها فاختة، وقيل: هند، أسلمت عام الهجرة، ولها صحبة، ولها أحاديث، وفاتها في خلافة معاوية، شرح المواهب (٢: ٣٢٦) .
[ (٢) ] في سيرة ابن هشام «والله لأقتلنّهما» .
[ (٣) ] في (أ) و (ح) : «بأعلا» .
[ (٤) ] الرجلان هما: الحارث بْنَ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بن مخزوم القرشي المخزومي أبو عبد الرحمن المكي. شقيق أبو جهل. من مسلمة الفتح. استشهد في خلافة عمر، روى له ابن ماجة. والثاني: هو زهير بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَخْزُومٍ المخزومي أخو أم سلمة أم المؤمنين- ذكر في المؤلفة قلوبهم. وقال عنه ابن إسحاق، كان ممن قام في نقض الصحيفة، وأسلم وحسن إسلامه كما قال ابن هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، وقيل الثاني هُوَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أبي ربيعة. وقيل أنهما: الحارث وَهُبَيْرَةُ بْنُ أَبِي وَهْبٍ- وليس بشيء لأن هبيرة هرب عند الفتح. وقيل