للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بَابُ عُمْرَةِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عليه وسلم مِنَ الْجِعْرَانَةِ

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْبَغْدَادِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُلَاثَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ (ح) .

وأَنْبَأَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَتَّابٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ الْجَوْهَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ عَمِّهِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، قَالَا:

وَأَهَلَّ رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْعُمْرَةِ مِنَ الْجِعْرَانَةِ فِي ذِي الْقَعْدَةِ، فَقَدِمَ مَكَّةَ فَقَضَى عُمْرَتَهُ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ خَرَجَ إِلَى حُنَيْنٍ اسْتَخْلَفَ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ الْأَنْصَارِيَّ، ثُمَّ السُّلَمِيَّ، عَلَى أَهْلِ مَكَّةَ وَأَمَرَهُ أَنْ يُعَلِّمَ النَّاسَ الْقُرْآنَ وَيُفَقِّهَهُمْ فِي الدِّينِ، وَكَانَتْ عُمْرَةُ الْجِعْرَانَةِ إِحْدَى ثَلَاثِ عُمَرَاتٍ اعْتَمَرَهُنَّ رَسُولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [ (١) ] ثُمَّ صَدَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ وَخَلَّفَ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ عَلَى أَهْلِ مَكَّةَ، فَقَدِمَ


[ (١) ] ومما يجب التنبيه عليه ان عمرة الجعرانة هذه ذكرها اصحاب «المغازي والسير» . مثل عروة بن الزبير، وموسى بن عقبة، وابن إسحاق، وابن هشام، وابن حبان، والواقدي، وقد أنكره ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنه مولاه نافع، فأخرج البخاري من طريق أيوب عن نافع قال: لم يعتمر رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْجِعْرَانَةِ، ولو اعتمر لم يخف على عبد الله، وأخرج مسلم من هذا الوجه عن نافع قال: ذكر عند ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنه عُمْرَةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْجِعْرَانَةِ فقال: لم يعتمر منها، وهذا الذي نفياه قد أثبته غيرهما، والمثبت مقدم على النافي، قال النووي: هذا محمول على نفي علمه، اي أنه لم