للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بَابُ قَوْلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ وَذَلِكَ أَنَّ مَكَّةَ لَمَّا فُتِحَتْ صَارَتْ دَارَ إِسْلَامٍ انْقَطَعَتِ الْهِجْرَةُ عَنْهَا

أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرُّوذْبَارِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ ابن بكر بن داسة، قال: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ طاووس، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ: رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْفَتْحُ- فَتْحُ مَكَّةَ-.

لَا هِجْرَةَ [ (١) ] ، وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ [ (٢) ] وَإِنِ اسْتُنْفِرْتُمْ فَانْفِرُوا [ (٣) ] .

رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ [ (٤) ] فِي الصَّحِيحِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ يَحْيَى


[ (١) ] (لا هجرة) وَفِي الرِّوَايَةِ الْأُخْرَى: لَا هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ، قال أصحابنا وغيرهم من العلماء: الهجرة من دار الحرب الى دار الإسلام باقية الى يوم القيامة! وتأولوا هذا الحديث تأويلين: أحدهما لَا هِجْرَةَ، بَعْدَ الْفَتْحِ، من مكة، لأنها صارت دار إسلام، فلا تتصور منها الهجرة. والثاني، وهو الأصح، إن الهجرة الفاضلة المهمة المطلوبة التي يمتاز بها أهلها امتيازا ظاهرا انقطعت بفتح مكة، ومضت لأهلها الذين هاجروا قبل فتح مكة لأن الإسلام قوي وعزّ بعد فتح مكة عزا ظاهرا، بخلاف ما قبله.
[ (٢) ] (ولكن جهاد ونية) معناه أن تحصيل الخير بسبب الهجرة قد انقطع بفتح مكة، ولكن حصلوه بالجهاد والنية الصالحة. وفي هذا، الحثّ على نية الخير مطلقا، وانه يثاب على النية.
[ (٣) ] (وإذا استنفرتم فانفروا) معناه إذا طلبكم الإمام للخروج الى الجهاد فاخرجوا. وهذا دليل على أن الجهاد ليس فرض عين بل فرض كفاية، إذا فعله من تحصل بهم الكفاية سقط الحرج عن الباقين.
وإن تركوه كلهم أثموا كلهم.
[ (٤) ] أخرجه البخاري، في: ٥٦- كتاب الجهاد، (١٩٤) - باب لا هجرة بعد الفتح.