فخرج فاضطجع إلى الجدار في المسجد. فجاءه النبي صلى اللَّه عليه وسلم يتبعه. فقال هو ذا مضطجع في الجدار. فجاءه النبي صلى اللَّه عليه وسلم وامتلأ ظهره ترابا. فَجَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عليه وسلم يمسح التراب عن ظهره ويقول «اجلس. يا أبا تراب!» . وأخرج البخاري في كتاب الأدب، باب التكنّي بأبي تراب، وإن كانت له كنية أخرى: عَنْ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَجُلًا جاء إلى سعد بن سهل فقال: هذا فلان، لأمير المدينة، يدعو عليّا عند المنبر. قال: فيقول ماذا؟ قال: يقول له أبو تراب. فضحك وقال: والله! ما سمّاه إِلَّا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَا كَانَ له اسم أحبّ إليه منه. فاستطعمت الحديث سهلا وقلت: يا أبا عباس! كيف؟ قال: دخل علي على فاطمة ثم خرج فاضطجع في المسجد. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عليه وسلم (أين ابن عمك) ؟ قالت: في المسجد. فخرج إليه فوجد رداءه قد سقط عن ظهره، وخلص التراب إلى ظهره، فجعل يمسح التراب عن ظهره فيقول «اجلس يا أبا تراب!» مرّتين. [ (٢٣) ] في (هـ) : «أحيم» . [ (٢٤) ] سيرة ابن هشام (٢: ٢٣٦- ٢٣٧) . [ (٢٥) ] كان من رؤساء المشركين قبل أن يسلم، ثم أسلم- بعد- ذلك واستشهد في غزوة الفتح. [ (٢٦) ] جمادي الآخرة كما في السيرة لابن هشام.