للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قَطُّ، فَقَالَ: وَيْلَكَ [ (٢٢) ] مَا تَقُولُ، فَقَالَ: وَاللهِ مَا أَرَى أَنْ تَرْتَحِلَ حَتَّى تَرَى نَوَاصِيَ الْخَيْلِ، قَالَ: فو الله لَقَدْ أَجْمَعْنَا عَلَى الْكَرَّةِ عَلَيْهِمْ لِنَسْتَأْصِلَ بَقِيَّتَهُمْ، قَالَ: فَإِنِّي أَنْهَاكَ عَنْ ذَلِكَ، فو الله لَقَدْ حَمَلَنِي مَا رَأَيْتُ عَلَى أَنْ قُلْتُ فِيهِ [ (٢٣) ] أَبْيَاتًا مِنْ شِعْرٍ فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: وَمَاذَا قُلْتَ؟ قال معبد قلت: - كَادَتْ تُهَدُّ مِنَ الْأَصْوَاتِ رَاحِلَتِي* إِذْ سَالَتِ الْأَرْضُ بِالْجُرْدِ الْأَبَابِيلِ [ (٢٤) ] ثُمَّ ذَكَرَ سَائِرَ الْأَبْيَاتِ [ (٢٥) ] فِي جَيْشِ الْمُسْلِمِينَ قَالَ: فَثَنَى [ (٢٦) ] ذَلِكَ أَبَا سُفْيَانَ وَمَنْ مَعَهُ، وَمَرَّ رَكْبٌ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ، فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ أَيْنَ تُرِيدُونَ؟

قَالُوا: الْمَدِينَةَ، قَالَ: وَلِمَ؟ قَالُوا: نُرِيدُ الْمِيرَةَ،، فَقَالَ: أَمَا أَنْتُمْ مُبَلِّغُونَ عَنِّي مُحَمَّدًا- صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رِسَالَةً أُرْسِلُكُمْ بِهَا إِلَيْهِ، وَأَحْمِلُ عَلَى إِبِلِكُمْ هَذِهِ زَبِيبًا بِعُكَاظَ غَدًا إِذَا وَافَيْتُمُوهَا؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ فَقَالَ فَإِذَا جِئْتُمُوهُ [ (٢٧) ] فَأَخْبِرُوهُ أَنَّا قَدْ أَجْمَعْنَا الرَّجْعَةَ [ (٢٨) ] إِلَى أَصْحَابِهِ لِنَسْتَأْصِلَهُمْ،

فَلَمَّا مَرَّ الرَّكْبُ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بحمراء


[ (٢٢) ] سيرة ابن هشام: «ويلك» .
[ (٢٣) ] سيرة ابن هشام: «فيهم» .
[ (٢٤) ] الجرد: الخيل العتاق. الواحد: أجرد، الأبابيل: الجماعات.
[ (٢٥) ] وهي كما ذكرها ابن هشام:
كَادَتْ تُهَدُّ مِنَ الْأَصْوَاتِ راحلتي ... إذا سَالَتِ الْأَرْضُ بِالْجُرْدِ الْأَبَابِيلِ
تردي بأسد كرام لا تنابلة ... عند اللّقاء ولا ميل معازيل
فظلت غدوا أظنّ الأرض مائلة ... لمّا سموا برئيس غير مخذول
فقلت: ويل ابن حرب من لقائكم ... إذا تغطمطت البطحاء بالجيل
إنّي نذير الأهل البسل ضاحية ... لكلّ ذي إربة منهم ومعقول
من جيش أحمد لا وخش قنابله ... وليس يوصف ما أنذرت بالقيل
[ (٢٦) ] في الأصول رسمت: «فثنا» .
[ (٢٧) ] في السيرة لابن هشام: «فإذا وافيتموه» .
[ (٢٨) ] في السيرة: «السير إليه» .