للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قَوْمِهِمَا فِيمَنْ أَطَاعَهُمَا بِدَعْوَتِهِمَا إِلَى حَرْبِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم [ (٦) ] ، فَبَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا سَلَمَةَ فَخَرَجَ فِي أَصْحَابِهِ وخرج معهم الطائيّ ذليلا [ (٧) ] ، وَسَبَقُوا الْأَخْبَارَ وَانْتَهَوْا إِلَى أَدْنَى [ (٨) ] قَطَنٍ: مَاءٍ مِنْ مِيَاهِ بَنِي أسد فيجدوا سَرْحًا، فَأَغَارُوا عَلَى سَرْحِهِمْ [فَضَمُّوهُ] وَأَخَذُوا مَمَالِيكَ ثَلَاثَةً وَأَفْلَتَ سَائِرُهُمْ، فَجَاءَ جَمْعُهُمْ فَخَبَّرُوهُمُ [ (٩) ] الْخَبَرَ، وَحَذَّرُوهُمْ جَمْعَ أَبِي سَلَمَةَ، فَتَفَرَّقَ الْجَمْعُ فِي كُلِّ وَجْهٍ، وَوَرَدَ أَبُو سَلَمَةَ الْمَاءَ فَيَجِدُ الْجَمْعَ قَدْ تَفَرَّقَ، فَعَسْكَرَ وَفَرَّقَ أَصْحَابَهُ فِي طَلَبِ النَّعَمِ وَالشَّاءِ [ (١٠) ] ، فَأَصَابُوا نَعَمًا وَشَاءً وَلَمْ يَلْقَوْا أَحَدًا، فَانْحَدَرَ أَبُو سَلَمَةَ بِذَلِكَ


[ (٦) ] جاء بعده في المغازي: يريدون ان يدنوا للمدينة، وقالوا: نسير الى محمد في عقر داره، ونصيب من أطرافه، فإن لهم سرحا يرعى جوانب المدينة، ونخرج على متون الخيل، فقد أربعنا خيلنا، ونخرج على النجائب المخبورة، فإن أصبنا نهبا لم ندرك، وإن لاقينا جمعهم كنا قد أخذنا للحرب عدتها، معنا خيل ولا خيل معهم، ومعنا نجائب أمثال الخيل، والقوم منكوبون قد أوقعت بهم قريش حديثا، فهم لا يستبلون دهرا، ولا يثوب لهم جمع. فقام فيهم رَجُلٌ مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُ قيس ابن الحارث بن عمير، فَقَالَ: يَا قَوْمِ، وَاللهِ ما هذا برأي! ما لنا قبلهم وتر وما هم نهبة لمنتهب، إن دارنا لبعيدة من يثرب وما لنا جمع كجمع قريش. مكثت قريش دهرا تسير في العرب تستنصرها ولهم وتر يطلبونه، ثم ساروا وقد امتطوا الإبل وقادوا الخيل وحملوا السلاح مع العدد الكثير- ثلاثة آلاف مقاتل سوى أتباعهم- وإنما جهدكم ان تخرجوا في ثلاثمائة رجل إن كملوا، فتغررون بأنفسكم وتخرجون من بلدكم، ولا آمن أن تكون الدائرة عليكم. فكاد ذلك أن يشككهم في المسير، وهم على ما هم عليه بعد. فخرج به الرجل الذي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فأخبره ما أخبر الرجل.
[ (٧) ] في المغازي: فأغذوا السير، ونكبّ بهم عن سنن الطريق، وعارض الطريق وسار بهم ليلا ونهارا.
[ (٨) ] : في (ب) رسمت: «أدنا» .
[ (٩) ] في (ب) فأخبروهم.
[ (١٠) ] في المغازي: «فجعلهم ثلاث فرق- فرقة أقامت معه، وفرقتان أغارتا في ناحيتين شتى، وأوعز إليهما ألا يمعنوا في طلب، وألّا يبيتوا إلا عنده إن سلموا، وأمرهم الا يفترقوا، واستعمل على كل فرقة عاملا منهم، فآبوا إليه جميعا سالمين.