للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فأما (العصا) : فكانت حجّته [ (١٠) ] على الملحدين والسحرة جميعا، وكان السحر في ذلك الوقت فاشيا، فلما انقلبت عصاه حيّة تسعى، وتلقّفت حبال السّحرة وعصيّهم- علموا أن حركتها عن حياة حادثة فيها بالحقيقة، وليست من جنس ما يتخيّل [ (١١) ] بالحيل. فجمع ذلك الدّلالة على الصانع وعلى نبوته جميعا.


[ () ] من لسانه، وصار فصيحا، (وثانيها) انقلاب العصا حية، (وثالثها) تلقف الحية حبال السحرة وعصيهم مع كثرتها، (ورابعها) : اليد البيضاء، و (خمس أخر) وهي: الطوفان، والجراد، والقمل، والضفادع، والدم، (والعاشر) : شق البحر «وَإِذْ فَرَقْنا بِكُمُ الْبَحْرَ» ، (والحادي عشر) : الحجر: «اضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ» (الثاني عشر) : إظلال الجبل «وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ» (الثالث عشر) : إنزال المن والسلوى عليه وعلى قومه، (الرابع عشر والخامس عشر) : قوله تعالى: «وَلَقَدْ أَخَذْنا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ، وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَراتِ» (السادس عشر) :
الطمس على أموالهم من النخل، والدقيق، والأطعمة ...
وذكر الله- جل شأنه- في القرآن هذه المعجزات الست عشرة لموسى- عليه السّلام- وتخصيص التسعة بالذكر لا يقدح فيه ثبوت الزائد عليه، أما الآيات التسع، فقد اتفقوا على سبع منها وهي: العصا، واليد، والطوفان، والجراد، والقمل، والضفادع، والدم، وبقي الاثنتان، ولكل واحد من المفسرين قول آخر فيهما،
وأجودها ما روى صفوان بن عسّال. أنّ يهوديّين قال أحدهما لصاحبه: اذهب بنا إلى هذا النّبيّ نسأله، فقال: لا تقل نبيّ فإنّه إن سمعها تقول نبيّ كانت له أربعة أعين، فأتيا النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فسألاه عن قول الله عزّ وجلّ وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى تِسْعَ آياتٍ بَيِّناتٍ فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لا تشركوا بالله شيئا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا النّفس الّتي حرّم الله إلّا بالحقّ، ولا تسرفوا، ولا تسحروا، ولا تمشوا ببريء إلى سلطان فيقتله، ولا تأكلوا الرّبا، ولا تقذفوا محصنة، ولا تفرّوا من الزّحف، شكّ شعبه: وعليكم يا معشر اليهود خاصّة لا تقلدوا في السّبت فقبّلا يديه ورجليه وقالا: نشهد أنّك نبيّ، قال: فما يمنعكما أن تسلما،؟ قالا: إنّ داود دعا الله، أن لا يزال في ذرّيّته نبيّ وإنّا نخاف إن أسلمنا أن تقتلنا اليهود. قال: هذا حديث حسن صحيح. /
الترمذي (٥: ٣٠٦)
[ (١٠) ] في (ص) حجة.
[ (١١) ] في (ح) : ينتحل.