للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثُمَّ انْصَرَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم قَافِلًا إِلَى الْمَدِينَةِ فَأَقَامَ بِهَا أَشْهُرًا حَتَّى مَضَى ذُو الْحِجَّةِ وَوَلِيَ تِلْكَ الْحَجَّةَ الْمُشْرِكُونَ سَنَةَ أَرْبَعٍ مِنْ مَقْدَمِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم الْمَدِينَةَ [ (١٢) ] .

وَزَعَمَ الْوَاقِدِيُّ أَنَّهُ انْتَهَى فِي هَذِهِ الْغَزْوَةِ إِلَى بَدْرٍ هِلَالَ ذِي الْقَعْدَةِ عَلَى رَأْسِ خَمْسَةٍ وَأَرْبَعِينَ شَهْرًا، وَخَرَجَ فِي ألف وخمس مائة مِنْ أَصْحَابِهِ، وَقَوْلُ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ أَنَّهَا كَانَتْ فِي شَعْبَانَ أَصَحُّ [ (١٣) ] وَاللهُ أعلم.


[ () ] وقول حسان بن ثابت:
دعوا فلجات الشّام قد حال دونها ... جلاد كأفواه المخاض الأوارك
بأيدي رجال هاجروا نحو ربّهم ... وأنصاره حقّا وأيدي الملائك
إذا سلكت للغور من بطن عالج ... فقولا لها ليس الطّريق هنالك
أقمنا على الرّسّ النّزوع ثمانيا ... بأرعن جرّار عريض المبارك
بكلّ كميت جوزه نصف خلقه ... وقبّ طوال مشرفات الحوارك
ترى العرفج العاميّ تذري أصوله ... مناسم أخفاف المطي الرّواتك
فإن نلق في تطوافنا والتماسنا ... فرات بن حيّان يكن وهن هالك
وإن نلق قيس بن امرئ القيس بعده ... يزد في سواد لونه لون حالك
فأبلغ أبا سفيان عنّى رسالة ... فإنّك من شرّ الرّجال الصّعالك
[ (١٢) ] الخبر في سيرة ابن هشام (٣: ١٦٣- ١٦٨) ، ونقل بعضه ابن كثير في التاريخ (٤: ٨٧- ٨٨) .
[ (١٣) ] قال ابن كثير: «الصحيح قول ابن إسحاق أن ذلك في شعبان من السنة الرابعة، ووافق قول موسى بن عقبة، أنها في شعبان، لكن قال: في سنة ثلاث وهذا وهم ... » وراجع الحاشية (٨) من هذا الباب.