[ (١٠) ] قال القرطبي (١٤: ١٥٧) . فلما رأوا الأحزاب يوم الخندق قَالُوا: «هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ» ، قاله قتادة. وقول ثان رواه كثير بن عبد الله بن عمرو الْمُزَنِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: خَطَبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ ذكرت الأحزاب فقال: «أَخْبَرَنِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنَّ أمتي ظاهرة عليها- يعني على قصور الحيرة ومدائن كسرى- فأبشروا بالنصر» فَاسْتَبْشَرَ الْمُسْلِمُونَ وَقَالُوا: الْحَمْدُ لله، موعد صادق، إذ وعدنا بالنصر بعد الحصر. فطلعت الأحزاب فقال المؤمنون: «هذا ما وعدنا الله ورسوله» ذكره الماوردي. و «ما وعدنا» إن جعلت «ما» بمعنى الذي فالهاء محذوفة. وان جعلتها مصدرا لم تحتج الى عائد وَما زادَهُمْ إِلَّا إِيماناً وَتَسْلِيماً قال الفراء: وما زادهم النظر الى الأحزاب. وقال علي بن سليمان: «رأى» يدل على الرؤية، وتأنيث الرؤية، غير حقيقي، والمعنى: ما زادهم الرؤية إلا إيمانا بالرب وتسليما للقضاء، قاله الحسن. ولو قال: ما زادوهم لجاز. ولما اشتدّ الأمر على المسلمين وطال المقام في الخندق، قام عليه السلام، على التل الذي عليه مسجد الفتح في بعض الليالي، وتوقع ما وعده الله من النصر وقال: «من يذهب ليأتينا بخبرهم وله الجنة» فلم يجبه احد. وقال ثانيا وثالثا فلم يجبه احد، فنظر الى جانبه وقال: «من هذا» ؟ فقال حذيفة. فقال: «ألم تسمع كلامي منذ الليلة» قال حذيفة: فقلت يا رسول الله، منعني أن أجيبك الضّرّ والقرّ، قال: «انطلق حتى تدخل في القوم فتسمع كلامهم وتأتيني بخبرهم. اللهم احفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله حتى تردّه إليّ، انطلق ولا تحدث شيئا حتى تأتيني» . فانطلق حذيفة بسلاحه، ورفع رسول الله صلّى الله عليه وسلم يده يقول: «يا صريخ المكروبين ويا مجيب المضطرين اكشف همي وغمي وكربي فقد ترى حالي وحال أصحابي» . فنزل جبريل وقال: «إن الله قد سمع دعوتك وكفاك هول عدوك» فخر رسول الله صلّى الله عليه وسلم على ركبتيه وبسط يديه وأرخى عينيه وهو يقول: «شكرا شكرا كما رحمتني ورحمت أصحابي» . وأخبره جبريل أن الله تعالى مرسل عليهم ريحا، فبشر أصحابه بذلك. قال